"الشيوخ الأميركي" يمرر "قرار وديع" لمواجهة جرائم الكراهية

26 سبتمبر 2024
جنازة الطفل الأميركي الفلسطيني وديع الفيومي / 16 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تمرير "قرار وديع" في مجلس الشيوخ: وافق مجلس الشيوخ الأميركي على "قرار وديع" لمكافحة جرائم الكراهية، لكنه ينتظر موافقة مجلس النواب.
- أهداف "قرار وديع": يهدف لحماية الأطفال والعائلات من التمييز والكراهية، ويضمن حرية التعبير والاحتفاء بالرموز الثقافية.
- ردود الفعل والتحديات المستقبلية: عبرت والدة وديع عن حزنها، وأكدت رئيسة التحالف المدني الإسلامي أهمية القرار، بينما لا يزال القرار معلقاً في مجلس النواب.

وافق مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الأربعاء، بأغلبية الأصوات على تمرير "قرار وديع"، الذي يحمل اسم الطفل الفلسطيني المسلم وديع الفيومي، الذي قُتل في الولايات المتحدة في جريمة كراهية استهدفت عائلته. يهدف القرار إلى التصدي لجرائم الكراهية المتزايدة في أميركا، ولكنه لا يزال في انتظار موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

وقع الحادث المأساوي بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حين أقدم مالك العقار الذي تسكن فيه عائلة وديع على طعن الطفل 26 مرة، مما أدى إلى وفاته، بالإضافة إلى طعن والدته 12 مرة. الحادثة سلطت الضوء على تصاعد جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، التي شملت أيضاً اعتداءات عنيفة على عدد من الأميركيين العرب والفلسطينيين مثل هشام عورتاني، وتحسين أحمد، وكنان عبد الحميد، وزكريا دوار. وعلى مدار عام كامل، تجاهل الكونغرس اتخاذ أي إجراءات تجاه هذه الجرائم.

يهدف "قرار وديع"، الذي أقره مجلس الشيوخ، إلى حماية الأطفال والطلاب والعائلات من التمييز والكراهية المبنية على المظهر الخارجي، واللباس، والهوية الدينية أو العرقية. كما يضمن حرية التعبير للمقيمين من جميع الخلفيات الدينية والعرقية، ويحتفي برموز ثقافية مثل الكوفية الفلسطينية واليماكا اليهودية.

من جانبها، عبرت حنان شاهين، والدة وديع التي نجت من الهجوم، عن حزنها العميق قائلة: "كان وديع فتى ملهماً. السنوات الست التي قضيتها معه كانت مليئة بالحب. أدعو من أجل السلام".

وأشارت رئيسة الهيئة التشريعية للائتلاف المدني الإسلامي، ماريا مظفر، إلى أن "قرار وديع" يمثل خطوة حاسمة في اعتراف الكونغرس بالتأثير الخطير للروايات الكاذبة التي تغذي الكراهية. وأضافت أن التحالف المدني الإسلامي عقد جلسة استماع في الكونغرس قبيل صدور القرار، ركزت على تزايد جرائم الكراهية في مختلف أنحاء البلاد.

وأوضحت مظفر: "خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، كانت قضية وديع الفيومي في مقدمة النقاشات، مما أبرز المحاولة المتعمدة لتشويه صورة الشعب الفلسطيني وطلاب الجامعات. وكأمة، لا يمكننا أن نسمح بتكرار مآسي مثل تلك التي تعرض لها وديع الفيومي".

من جانبها، أكدت رئيسة التحالف المدني الإسلامي، الدكتورة ديلارا سعيد، أن القرار جاء بعد جهود مكثفة مع الشركاء لضمان تغطيته لجميع جرائم الكراهية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الانقسامات المتزايدة. وقالت: "لن نسمح بتجريد المجتمعات الفلسطينية، والأفريقية، واللاتينية، والأصلية، والآسيوية، والمسلمة، واليهودية، وغيرها من المجتمعات الأميركية المترابطة من إنسانيتها. لقد شهدت بلادنا العديد من المآسي المشابهة لقضية وديع الفيومي، ونحن بحاجة إلى قادة ومسؤولين يجمعوننا معاً، بعيداً عن الكراهية والانقسامات".

عقد رئيس لجنة القضاء بمجلس الشيوخ، السيناتور ديك دوربين، جلسة استماع عقب تمرير "قرار وديع"، وقال: "لقد تعرض وديع الفيومي، وهو صبي أميركي، ووالدته لهجوم عنيف، لا لسبب سوى دينهما وعرقهما. استهداف شخص بناءً على عرقه أو دينه أمر غير مقبول، واستهداف طفل بريء على هذا الأساس هو تعبير عن كراهية خالصة. بعد مرور قرابة العام على وفاة وديع، لا تزال أمتنا في حالة حداد مع عائلته. تمرير هذا القرار هو وسيلة لتكريم حياة وديع وتأكيد إدانة مجلس الشيوخ الأميركي لكل أشكال الكراهية".

ورغم تمرير القرار في مجلس الشيوخ، لا يزال معلقاً في مجلس النواب. وفي هذا السياق، قالت عضوة الكونغرس، ديليا راميريز، التي كانت من أولى الداعيات لوقف إطلاق النار لوقف قتل الأطفال الفلسطينيين في غزة: "نحن على مشارف السابع من أكتوبر، و19 يوماً تفصلنا عن ذكرى مقتل وديع. كلا التاريخين يرمزان إلى انتزاع الأطفال من أمهاتهم. يجب أن تظل ذكرى وديع حية، ويجب أن تدفع مجلس النواب لتبني القرار والتصويت عليه بعد عطلة أكتوبر".

المساهمون