استمع إلى الملخص
- **التحديات والاحتجاجات**: تواجه احتجاجات جماهيرية منذ يوليو/تموز ضد حصص التوظيف في القطاع العام، تعرضت لقمع الشرطة وجماعات موالية للحكومة، مع اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.
- **الانتقادات الدولية والمحاكمات**: أثار عدم تسامح الحكومة مع المعارضة قلقاً دولياً، مع إعدام قادة إسلاميين ومعارضين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قوات الأمن البنغلادشية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
ساهمت الشيخة حسينة في إنقاذ بنغلادش من الحكم العسكري، لكن عهدها في السلطة شهد اعتقالات جماعية لخصومها السياسيين، وعقوبات على قواتها الأمنية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان.
وتواجه رئيسة الوزراء المتهمة بالتسلط احتجاجات جماهيرية بدأت في يوليو/تموز بمسيرات يقودها طلاب جامعيون ضد قرار إعادة فرض حصص توظيف في القطاع العام، لكنها تحولت إلى أحد أكبر الاضطرابات خلال 15 عاماً من حكمها، مع مطالبة المعارضة بتنحيها.
اتسمت الاحتجاجات بالسلمية إلى حد كبير حتى تعرض المتظاهرون لاعتداءات من الشرطة وجماعات طالبية موالية للحكومة لقيت إدانة دولية.
وفازت رئيسة الوزراء البالغة 76 عاماً بولاية خامسة في رئاسة الوزراء في يناير/كانون الثاني، بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الذي قالت إنه لم يكن حراً ولا نزيها. حينذاك، وصفت الشيخة حسينة حزب المعارضة الرئيسي بأنه "منظمة إرهابية". ويتهم خصومها حكومتها بارتكاب سلسلة من الانتهاكات لحقوق الإنسان من بينها قتل نشطاء معارضين.
الشيخة حسينة هي ابنة ثوري قاد بنغلادش إلى الاستقلال، وقد أشرفت على نمو اقتصادي متسارع في بلد وصفه وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر ذات يوم بأنه "ميؤوس منه".
في العام الماضي، وعدت بتحويل بنغلادش إلى "دولة مزدهرة ومتقدمة"، لكن يوجد في البلاد حوالي 18 مليون شاب عاطل عن العمل، وفق الأرقام الرسمية.
صعود اقتصادي
كانت حسينة في السابعة والعشرين من عمرها وخارج البلاد عندما اغتال ضباط عسكريون منشقون والدها، رئيس الوزراء الشيخ مجيب الرحمن، مع والدتها وإخوتها الثلاثة في انقلاب عام 1975.
عاشت ست سنوات في المنفى قبل أن تعود وتتولى قيادة حزب رابطة عوامي الذي كان يتزعمه والدها، وتبدأ صراعاً دام عقداً جعلها تخضع لفترات طويلة من الإقامة الجبرية.
وتحالفت حسينة مع الحزب الوطني البنغلادشي الذي تتزعمه خالدة ضياء للإطاحة بالدكتاتور العسكري حسين محمد إرشاد عام 1990. لكن سرعان ما اختلفتا، وهيمن التنافس بينهما منذ ذلك الحين على السياسة في بنغلادش.
وشغلت حسينة منصب رئيسة الوزراء لأول مرة عام 1996، لكنها خسرت أمام ضياء بعد خمس سنوات. ثم جرى سجنهما بتهم فساد عام 2007 بعد انقلاب قامت به حكومة مدعومة من الجيش، قبل إسقاط التهم عنهما والسماح لهما بخوض الانتخابات في العام التالي. فازت حسينة بأغلبية ساحقة في الاقتراع وهي تمسك مذاك بالسلطة.
في الأثناء، تعاني ضياء البالغة 78 عاماً من مشكلات صحية وهي محتجزة في المستشفى بعدما حُكم عليها بالسجن لمدة 17 سنة في عام 2018 بتهم فساد، كما يقبع كبار قادة حزبها خلف القضبان أيضاً.
يشيد مؤيدو الشيخة حسينة بقيادتها بنغلادش خلال طفرة اقتصادية ملحوظة تعود إلى حد كبير لقطاع الصناعة وغالبية قواه العاملة من النساء، ويتركز نشاطه في مجال النسيج وتصدير الملابس.
وبعدما كانت بنغلادش إحدى أفقر دول العالم عندما نالت استقلالها عن باكستان عام 1971، صارت تحقق نمواً بمعدل يزيد عن 6% سنوياً منذ عام 2009.
وانخفضت معدلات الفقر وأصبح أكثر من 95% من السكان البالغ عددهم 170 مليون نسمة يستفيدون من الكهرباء، وتجاوز نصيب الفرد من الدخل مستوى الهند عام 2021.
كما لقيت حسينة إشادة دولية لفتحها أبواب بنغلادش لمئات الآلاف من اللاجئين الروهينغا الفارين من الحملة العسكرية عام 2017 في بورما المجاورة.
كما نالت الإشادة الحملة التي أطلقتها ضد المتشددين الإسلاميين في الدولة ذات الأغلبية المسلمة، بعد أن اقتحم خمسة متطرفين محليين مقهى في دكا يرتاده رعايا غربيون وقتلوا 22 شخصاً عام 2016.
إسكات المعارضة
لكن عدم تسامح حكومتها تجاه المعارضة أثار الاستياء داخلياً وقلقاً في عواصم أجنبية أبرزها واشنطن.
وجرى إعدام خمسة من كبار القادة الإسلاميين، وشخصية معارضة بارزة خلال العقد الماضي، بعد إدانتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب الاستقلال الدامية عام 1971.
وبدلاً من تضميد جراح ذلك الصراع، أثارت المحاكمات احتجاجات حاشدة وصدامات عنيفة.
وصف معارضوها المحاكمات بأنها صورية، معتبرين أنها ذات دوافع سياسية لإسكات الخصوم.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عام 2021 على فرع النخبة من قوات الأمن البنغلادشية، وسبعة من كبار ضباطها، بسبب اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
في مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة، تصر الشيخة حسينة على أن همها الوحيد هو خدمة مصلحة بلدها.
الشهر الماضي، قامت بجولة في مناطق بدكا تضررت خلال أيام من الاضطرابات الدامية، من بينها محطة مترو كانت من بين العديد من المباني الحكومية التي جرى إحراقها أو تخريبها.
وقالت للصحافيين: "على مدى 15 عاماً بنيت هذا البلد"، منددة بالأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، متسائلة "في ماذا قصّرت في خدمة الناس؟".
(فرانس برس)