الشرطة الإيرانية تحذّر المحتجين... واتهامات جديدة للخارج

10 أكتوبر 2022
تستمرّ الاحتجاجات على مقتل الشابة مهسا أميني في إيران والعالم (Getty)
+ الخط -

أعلنت قيادة قوات الأمن الداخلي (الشرطة) الإيرانية، اليوم الإثنين، عن إصابة نحو ألفين من عناصرها في الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ السابع عشر من الشهر الماضي، على وفاة الشابة مهسا أميني، فيما شهدت جامعات إيرانية، تجمعات احتجاجية أخرى اليوم.

وقال نائب القائد العام للشرطة الإيرانية، العميد قاسم رضائي، لوسائل الإعلام الإيرانية، إن "الاحتجاج حق للشعب، لكن عندما يتحول إلى شغب فستواجهه الشرطة"، معتبراً أن "معظم أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع (للاحتجاج) هم متفرجون، وعدد قليل منهم عملاء وإرهابيون"، على حدّ تعبيره.

واتهم القائد العسكري الإيراني، نخباً فنية ورياضية إيرانية عبرت عن مواقفها الداعمة للاحتجاجات، خلال الأسابيع الأخيرة، بمنح المعارضة الإيرانية في الخارج "مادة دسمة"، داعياً إياهم إلى تحمّل مسؤولياتهم، وقال إنهم ساهموا في "تحميل النظام خسائر".

وأكد رضائي، أن السلطة القضائية الإيرانية، "ستبت في تصرفات هؤلاء لأنهم خلقوا الفتنة، وتسببوا بخسائر للأشخاص والحكومة والمؤسسات"، مضيفاً أن "الشرطة ترحب بالتجمعات القانونية"، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.

وتنظر السلطات الإيرانية، إلى التجمعات الاحتجاجية على أنها "غير قانونية" لكونها تنظم من دون الحصول على تراخيص من وزارة الداخلية، لكنّ نشطاء وأوساطاً حزبية ونقابية إيرانية تشتكي في الوقت ذاته من عدم التجاوب مع طلباتها لمنحها تراخيص لتنظيم تجمعات، مع مطالب مستمرة لهذه الأوساط للسلطات بتوفير تمهيدات تنظيم تجمعات قانونية.

واليوم الإثنين، كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" الحكومية المقربة من الإصلاحيين، أن "السبيل لإنهاء الاحتجاجات ومنع وقوع أعمال شغب، هو نشر الحوار، والتزام الحكام بتغيير أسلوب الإدارة على أساس نتائج الحوار المرجوة"، مؤكدة أن "القمع يمكن أن يحتوي الشغب، لكن الاحتجاجات ستنتهي فقط بعد تغيير السلوكيات والإدارة على أساس العدل والصدق والخدمة".

إلى ذلك، تظهر فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات طلابية في جامعات إيرانية، منها جامعتا "أمير كبير" و"العلامة طبطبائي" في طهران، فضلاً عن أنباء غير رسمية متداولة عن تجمعات متفرقة، الليلة الماضية، في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان.

في غضون ذلك، راجت خلال الساعات الماضية، أنباء عن مواجهات في سجن "لاكان" في مدينة رشت شمالي إيران، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من السجناء.

واليوم الإثنين، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية، عن المدعي العام بمدينة رشت فلاح ميري، قوله إن عدداً من مصابي اشتباكات الليلة الماضية، "توفوا بسبب منع السجناء من تقديم الخدمات الطبية للمصابين".

وتتضارب الروايات بشأن ما حصل في هذا السجن، بين رواية السلطات المحلية في محافظة جيلان عن وقوع مواجهات بين السجناء المحكومين بالإعدام بسبب القتل المتعمد في القسم 8 بالسجن، ورواية أخرى متداولة على شبكات التواصل ووسائل إعلام معارضة في الخارج، تتحدث عن "تمرد" في هذا السجن.

كذلك، انتشرت مساء اليوم الإثنين، فيديوهات على شبكات التواصل، قيل إنها لإضراب عدد من عمال بتروكيمياويات "بوشهر" في منطقة عسلوية القريبة من الخليج.

وأظهرت الفيديوهات قيام عمال محتجين بإغلاق جانب من الطريق بالقرب من المصنع، مطلقين هتافات سياسية.

كذلك، انتشرت أنباء عن انضمام عمال مصفى عبادان في محافظة خوزستان إلى الإضراب. ولم تعلق السلطات الإيرانية على هذه الأنباء بعد نفياً أو تأكيداً.

اتهامات للخارج

في غضون ذلك، حذّر القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، شباب إيران من "سيناريوهات الأعداء"، مكرراً اتهامه لأطراف خارجية بالضلوع في الاحتجاجات الأخيرة، وقال إن "عدداً قليلاً من شباب البلاد تأثر بما يروج له العدو، وأقول لهؤلاء الشباب القليلين أن يعرفوا عدوهم، وألا يتحولوا إلى أدوات الشطرنج السياسي للعدو ضد البلاد"، مع اتهامه الولايات المتحدة ودولاً أوروبية والسعودية بـ"اتباع سيناريو وتصرفات شيطانية" ضد إيران.

وكانت مشاركة الشباب الأصغر سناً في الاحتجاجات في إيران خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ملفتة للنظر، وهم شكلوا عصبها حسب تقارير وتصريحات إيرانية، حيث قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني علي فدوي، الأربعاء الماضي، إن معدل أعمار الكثير من المعتقلين في الاحتجاجات هو 15 عاماً، عازياً السبب إلى "إهمال مجالات التربية والمعرفة والدعاية"، وأضاف أن ذلك جعل هؤلاء "ضحية العالم الافتراضي ولقمة سائغة للعدو"، على حدّ تعبيره.

المساهمون