السيسي يزور القنطرة... ويستثني سيناء

05 ابريل 2023
التقى السيسي بقوات الجيش غرب قناة السويس (Getty)
+ الخط -

زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم السبت الماضي، مدينة القنطرة، المتاخمة لشبه جزيرة سيناء للمرة الأولى منذ عام 2015، في ظل هدوء غير مسبوق تشهده سيناء. بيد أن المنطقة التي دخلها السيسي بعيدة كل البعد عن عمق سيناء، التي شهدت المعارك والأحداث التاريخية، بل إنها منطقة عسكرية مغلقة.

وكتب السيسي، عبر صفحته على "فيسبوك" في أعقاب انتهاء الزيارة، إنه "في ذكرى نصر العاشر من رمضان (حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973)، تلك الذكرى التي تحقق فيها النصر لمصرنا الغالية، بعد أن تلاحم جيشها وشعبها في مشهد عبقري، سعيد بوجودي وسط أبنائي من مقاتلي القوات المسلحة المصرية شرق قناة السويس على أرض سيناء الغالية، وفخور بكفاءتهم واستعدادهم القتالي العالي".

لم تمتد زيارة السيسي لتشمل الجنود والضباط في مناطق سيناء

وكان لافتاً الحضور الإعلامي المرافق للسيسي خلال جولته في المنطقة العسكرية المجاورة لقناة السويس، وكذلك لقائه بقوات الجيش المصري في أحد المقار العسكرية غرب قناة السويس في محافظة الإسماعيلية.

السيسي لم يزر الجنود بسيناء

ولم تمتد زيارة السيسي لتشمل المرور على جزء من آلاف الجنود والضباط في مناطق سيناء، وهم الذين خاضوا معركة إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من سيناء طيلة السنوات العشر الماضية، لا سيما أنهم شاهدوا السيسي في القنطرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المصرية، فيما لم يشعروا بوجوده أو حضوره إلى سيناء التي يعرفونها ويعيشون فيها.

وقال أحد مشايخ قبيلة الترابين في محافظة شمال سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن عجلات موكب السيسي تتوقف عند القناة والقنطرة، ولكن بقية البلاد ما زالت حتى الآن خارج جداول الزيارات.

وأشار إلى أن مكتب الرئيس بات يستدعي مشايخ القبائل ووجهاء سيناء للقاءات الرئيس، خارج كل سيناء، حيث نلتقي به في القاهرة أو الإسماعيلية، فنحضر ونعود أدراجنا دون الشعور بأي إنجاز، حيث إننا نرغب في حضور السيسي إلى سيناء لنتمكن من إطلاعه على مشاكل وأزمات المنطقة، التي رويت من دم أبنائنا وعرق رجالنا، وما زلنا ننتظر رد الجميل من الدولة المصرية بأن تضع شمال سيناء في الحسبان.


شيخ قبلي: وجهنا عشرات الدعوات إلى السيسي لزيارة سيناء

وأضاف الشيخ القبلي: وجهنا عشرات الدعوات إلى السيسي من خلال قنوات الاتصال في أجهزة المخابرات المصرية، التي هي على اتصال دائم معنا، ووعد بالزيارة، والتي كان أبرزها حين كان على منصة احتفالية الشرطة في يناير/ كانون الثاني الماضي، وقال وقتها إن الاحتفالية بالقضاء على الإرهاب ستكون على أرض العريش والشيخ زويد ورفح وليس في القاهرة، وأعلن أنهم لا يزالون ينتظرون تحقيق الوعد، الذي نأمل ألا يطول انتظاره، لنرى خطوة حضور السيسي، مع العلم أن هناك فلولاً لـ"داعش" ما زالت في شمال سيناء، وليس في وسطها فقط.

هدوء في سيناء

وتأتي زيارة السيسي في ظل هدوء غير مسبوق تشهده سيناء، بعد مواجهات دامية استمرت عشر سنوات، فيما كان الرئيس المصري قد وعد في مطلع العام الحالي بإقامة احتفالية تطهير سيناء من الإرهاب في مدن رفح والشيخ زويد والعريش، وليس في القاهرة.

وتعيش محافظة شمال سيناء ظروفاً حياتية سيئة للغاية منذ الحصار العسكري الذي فرض عليها خلال سنوات الحرب على الإرهاب، والتي توقفت فيها كل تفاصيل الحياة، فيما هدم الجيش عشرات المصالح الاقتصادية التي كان يعيش منها المواطنون، وأزال آلاف المساحات الزراعية التي كانت بمثابة سلة غذائية تكفي سكان المحافظة مع تصدير جزء منها إلى بقية المحافظات المصرية، ما أدى إلى وجود جيش من العاطلين من العمل.

وحتى الآن لم تُعلن أيّ خطة حكومية واضحة لمعالجة الآثار المعيشية للحرب على الإرهاب، فيما يتأمل سكان المحافظة بأن يكون لزيارة السيسي دور في إنهاء أزماتهم أو التخفيف منها على الأقل، بعد السنوات الصعبة التي مروا بها.

المساهمون