السيسي والإسرائيليون يثقون ببعضهم أكثر من الولايات المتحدة

08 اغسطس 2014
موقف السيسي من "حماس" دفع إسرائيل لمكافأته (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
وجدت إسرائيل في وصول العسكري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر فرصة ذهبية لبناء مصلحة مشتركة تهدف لقمع حركة "حماس"، التي تحكم غزة. حصل ذلك، بحسب تقرير نشرته، صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الجمعة، بعد إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي. وقام المسؤولون الإسرائيليون والمصريون، بتنسيق مجموعة من الإجراءات، التي تضغط على "حماس" وتؤدي الى هدمها.

وإذا كان صحيحاً، بحسب كاتبي التقرير، آدم إنتوس ونيكولاس كايسي، أن "الولايات المتحدة شجّعت إسرائيل ومصر، على إقامة شراكة أمنية وثيقة، فإن الصحيح أيضاً أنها لم تتوقع أن البلدين سوف يصلان إلى الثقة ببعضهما البعض أكثر من الثقة بالولايات المتحدة الأميركية، التي اكتفت بدور المراقب، خلال العدوان على غزة، في حين مضى الإسرائيليون والمصريون، في رسم خططهم المقبلة من العدوان".

ويقول الكاتبان إن "حماس اعتمدت على مدى السنوات السبع الماضية، على المساعدات المالية التي قدمتها قطر عبر مصر، بموافقة من مرسي، وعلى عائدات تهريب البضائع عبر الأنفاق، التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر. ولكن هذه الحالة تغيرت، واستبدلت بواقع من الضغط والحصار، بعدما أطيح مرسي، وتسلم السيسي مقاليد السلطة في مصر".

وبحسب التقرير، فإن "إسرائيل تأكدت أن مصر ملتزمة، كما كانت سابقاً، بكبح جماح حماس، عندما أعلن السيسي أن قواته دمرت تماماً 95 في المئة من الأنفاق، تحت الحدود المصرية مع غزة".

وينقل الكاتبان عن مسؤول كبير في الاستخبارات الاسرائيلية قوله إنه "في البداية، لم نكن قادرين على تحديد شخصية الجنرال السيسي، الذي كان بارداً في التعامل مع نظرائه الإسرائيليين من العسكريين، ثم ظهر، وكأنه يعتقد حقاً، أنه أرسل بـ"مهمة من الله"، لإنقاذ الدولة المصرية".

خطاب السيسي الذي اتهم فيه جماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس" بالعدوانية، والخطر الذي يهدد أمن مصر، دفع الإسرائيليين إلى الاطمئنان، وخصوصاً أن هذا الكلام تزامن مع "التزام الرجل بالحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل".
 
وينقل كاتبا التقرير عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "موقف السيسي من حماس دفع إسرائيل الى مكافأته، إذ استخدمت نفوذها في الولايات المتحدة للضغط على إدارة باراك أوباما والكونغرس، لمنع قرار قطع المساعدات العسكرية لمصر. وهو الجهد الذي قابله السيسي بالتقدير، ودليل على الثقة بين صديقين، يدرك كل منهما، أهمية الأمن القومي للآخر".

وبرغم أن واشنطن كانت متعاطفة مع قلق السيسي حيال تجارة الأنفاق على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، فإن المسؤولين الأميركيين لم يوافقوا على ما اعتبروه "نظريات المؤامرة"، التي يتبناها السيسي حول تهديد "حماس" للدولة المصرية، وضرورة مواجهة الحركة بقوة.

وبحسب التقرير، فقد قامت مصر بالتنسيق سراً مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بقيادة اللواء (احتياط) عاموس جلعاد، مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية، والمعروف باسم "جد" العلاقات المصرية الإسرائيلية. وقام الأخير، برفقة مسؤولين إسرائيليين آخرين، برحلات مكوكية بين إسرائيل ومصر، وتحدثوا إلى نظرائهم المصريين عبر الهاتف لساعات كل يوم، بهدف تعزيز مصالحهما المشتركة وزيادة الضغط على "حماس".

ويقول الكاتبان إن "التنسيق بين الطرفين وصل إلى ذروته مع بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة يوم 8 يوليو/تموز الماضي، الى درجة أن جلعاد ومسؤولين آخرين، كانوا يقومون برصد لـ"درجة حرارة" السيسي كل يوم خلال الحرب، للتأكد من أنه كان مرتاحاً إلى سير العملية العسكرية.