على الرغم من الانتقادات الواسعة التي وُجهت لوزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بعد إعلانه حملة عسكرية ستبدأ غداً الأحد في شرق القدس المحتلة، إثر عملية الدهس أمس الجمعة، لأنه لم يتشاور مع أي مسؤول أو مؤسسة رسمية، إلا أن بن غفير قد أعدّ بالفعل مخطط العملية العسكرية.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، ليل أمس الجمعة، أن عملية "السور الواقي 2" التي أعلنها بن غفير في رسالة "واتساب"، تشمل شنّ عمليات اعتقال واسعة ضد الفلسطينيين في القدس، تكثيف العمليات الأمنية داخل الأحياء الفلسطينية، مواصلة تدمير المنازل، وإجراءات ضد ما يسمّيه "التحريض عبر مواقع التواصل".
وأشارت القناة إلى أن بن غفير ينوي الإقدام على عقوبات "مدنية"، بهدف تشديد الخناق على الفلسطينيين في القدس، وضمن ذلك إلزام الشرطة بالعمل على ضمان وفاء المقدسيين بدفع الضرائب، وتحديداً ضريبة الداخل.
وأشارت القناة إلى أن هدف بن غفير من تضمين العملية مكونات مدنية، "نقل الضغط إلى الأحياء الفلسطينية" في القدس المحتلة.
وعلى الرغم من مسارعة وزراء ونواب حركة "المنعة اليهودية" التي يقودها إلى مساندته، إلا أن إعلانه العملية قوبل بانتقادات شديدة وسخرية واسعة من قبل قيادات أمنية وسياسية ونخب إعلامية.
ونقلت قناة "12" عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل لن تشن عملية "السور الواقي 2"، في وقت ذكرت قناة التلفزة "13" أنه على الرغم من إعلان بن غفير، إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير معنية بتفجير الأوضاع قبل شهر رمضان.
من جهتها، كشفت قناة "كان" أن خلافات تفجرت بين مفتش شرطة الاحتلال كوبي شبتاي وبن غفير، حيث رفض شبتاي تنفيذ تعليمات الأخير بإغلاق بلدية العيسوية، التي يقطن فيها منفذ عملية الدهس.
إلى ذلك، نقل موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" عن قائد كبير في شرطة الاحتلال قوله: "بن غفير لا يفهم ولا يحاول أن يفهم تداعيات تفوهاته".
ونقل الموقع عن آريي عميت، القائد السابق لشرطة الاحتلال في القدس: "لم يكن في يوم من الأيام وزير أمن داخلي يتكلم كثيراً بهذا الشكل ويفعل القليل، ولا يفهم في القضايا الأمنية على هذا النحو".
أما المعلق العسكري عاموس هارئيل، فاعتبر، في تقرير نشره موقع صحيفة "هآرتس"، أن اعتبر إعلان بن غفير للعملية يدل على أنه ما زال ذلك "المجرم الأيديولوجي، الأهوج الذي ليس له أي أثر قيادي، يُصدر من فيه سيلاً مستمراً من التهديدات والنصائح التي لا قيمة لها، والتي لا تقدم أي حل جديد للعمليات".
وعلى الرغم من الانتقادات لبن غفير، إلا أنه يرجح على نطاق واسع، أن يصرّ وزير الأمن الوطني الإسرائيلي على طرح خطته خلال الاجتماع المقبل للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، على الرغم من أنه لا يوجد ما يدل على أن تُطبَّق هذه الخطوة، وتحديداً حسب الجدول الزمني الذي حدده.
ويشار إلى أن جيش الاحتلال شنّ حملة "السور الواقي" في فبراير/ شباط 2002 في جميع مناطق الضفة الغربية، في أعقاب سلسلة من العمليات الاستشهادية التي نفذتها حركات المقاومة، وأدت إلى مقتل وجرح آلاف الإسرائيليين.