لقي خمسة أشخاص مصرعهم، اليوم الثلاثاء، في أحدث هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة الهلالية، إحدى مدن شرق الجزيرة، وسط السودان.
وقال مؤتمر الجزيرة، وهو تنظيم معنيّ برصد الانتهاكات بولاية الجزيرة، الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، في بيان له، إن "مليشيا الدعم السريع أقدمت، اليوم، على مهاجمة مدينة الهلالية بشرق الجزيرة، ونتج عن الهجوم ارتقاء خمسة شهداء". وأورد البيان أسماءهم، مشيراً إلى أن القوة المهاجمة نهبت كذلك المحال التجارية، وخرّبت الممتلكات العامة والخاصة، وأجبرت الأهالي على الهجرة قسراً من المدينة.
منذ أكثر من عشرة أيام، تتعرض مدن وقرى منطقة شرق الجزيرة، لهجمات من الدعم السريع صنفت على أنها انتقام من الأهالي بسبب انسلاخ أبوعاقلة كيكل المنحدر من المنطقة، وتخليه عن الدعم السريع وانضمامه للقتال إلى جانب الجيش السوداني، وأدت الهجمات إلى مقتل العشرات من السكان، ونزوح أكثر من 47 ألف شخص، طبقاً لإحصاءات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان.
كانت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، قد اتهمت قوات الدعم السريع في السودان بالمسؤولية عن ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي وخطف واحتجاز ضحايا في ظروف ترقى إلى مستوى الاستعباد الجنسي.
وأشارت البعثة، في أحدث تقرير لها، إلى ضرورة حماية المدنيين، وخلص التقرير إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن الأفعال المرتكبة ضدهم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي والاضطهاد على أسس عرقية وجنسية متقاطعة. وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات، محملة قائد الجيش ومن تقول إنها مليشيات متحالفة معه، مسؤولية الزج بالمدنيين في القتال، بعد توزيع السلاح عليهم.
وأمس الاثنين، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس "إن الوقت قد حان للعمل بحسم من أجل السلام وشعب السودان"، مؤكداً ضرورة إنهاء الحرب. وشدد في الوقت ذاته على "الكابوس الذي يواجهه الشعب السوداني في العنف والجوع والأمراض، ناهيك عن النزوح وزيادة العنف العرقي".
وأضاف، في إحاطته التي جاءت خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك لنقاش الوضع في السودان، أن قرابة 25 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وتابع: "يواجه الشعب السوداني كذلك كابوس الجوع، حيث يعاني أكثر من 750 ألف سوداني مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، في الوقت الذي نلاحظ فيه ترسّخاً لظروف المجاعة في عدد من مناطق النزوح شمال دارفور، بينما يحاول الملايين إيجاد لقمة لسد رمقهم".