- الحركة الشعبية لم تقدم مسودة اتفاق وردت على مسودة الحكومة بشكل إنشائي، محاولة إقحام مليشيا الدعم السريع في التفاوض ورفضت توقيع أي وثيقة تتعلق بالمساعدات الإنسانية، مما أدى لانهيار جولة التفاوض.
- رغم فشل المفاوضات، رئيس جنوب السودان والمستشار الأمني يؤكدان على استئناف المفاوضات والاهتمام بملف المساعدات الإنسانية، فيما يستمر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم مع قصف مدفعي في بعض المناطق.
اتّهمت الحكومة السودانية، اليوم الاثنين، الحركة الشعبية لتحرير السودان - فصيل عبد العزيز الحلو، بالتسبّب في انهيار المفاوضات بشأن تسهيل المساعدات الإنسانية للمتضررين بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وجاءت الاتهامات على لسان وزير الدفاع، رئيس الوفد الحكومي، الفريق ياسين إبراهيم، عقب عودة الوفد من مدينة جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان التي استضافت المفاوضات.
وعبّر الوزير، في تصريحات صحافية، عن أسف الحكومة لموقف الحركة الذي وصفه بالمتعنت، ولرفضها التوقيع على وثيقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودانيين في المنطقتين، كما عبر عن أسفه لانهيار جولة التفاوض، لعدم التزام وفد الحركة بموجهات لجنة الوساطة. وكان الطرفان، قد اتفقا في الرابع من مايو/أيار الجاري على إجراء مفاوضات بواسطة جنوب السودان للتوقيع على اتفاق يقضي باتخاذ جملة من الترتيبات لتسهيل الإغاثة لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهما منطقتان ظلت تقاتل فيهما الحركة الشعبية منذ عام 2011 للمطالبة بحكم ذاتي فيهما وقسمة عادلة في السلطة والثروة، عدا مطالبها بفصل الدين عن الدولة.
أسباب فشل مفاوضات جنوب السودان
وأوضح إبراهيم أن وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان "لم يقدم في الجولة التي بدأت الخميس الماضي، أي مسودة اتفاق، حسبما اتُّفق سابقاً، وجاء رده على مسودة الحكومة إنشائياً ولم يتضمن القضايا الجوهرية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المواطنين في الولايات المعنية"، مشيراً إلى أن "العمل الإنساني يجب أن يعنى فقط بحياة الإنسان، بعيداً عن أي أهداف أخرى سياسية أو أمنية". وبيّن أن الحركة أصرت على إقحام مليشيا الدعم السريع في عملية التفاوض، مما يبرهن تماهي الحركة الشعبية مع الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها المليشيا "الإرهابية" بحق الشعب السوداني، على حد قوله.
وأضاف رئيس الوفد الحكومي أن الحركة الشعبية أصرت على عدم توقيع أو النظر في أي وثيقة أو مقترح اتفاق يقدم من وفد الحكومة أو لجنة الوساطة لإيصال المساعدات الإنسانية للولايات المذكورة، بحجة أن المساعدات الإنسانية يمكن مرورها دون أي التزام مكتوب "متجاهلة أهم موجبات العمل الإنساني بضرورة تأمين مسارات محددة في المناطق التي تشهد صراعات"، مبيناً أن الحركة تقدمت بمقترح يتنافى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الخاص باحترام سيادة الدول، أشارت فيه إلى إمكانية توقيع كل طرف اتفاق أحادي مع الأمم المتحدة بشهادة الوساطة.
وكان رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، قد استقبل بالقصر الرئاسي بجوبا، اليوم، عضو مجلس السيادي الانتقالي نائب قائد الجيش السوداني، الفريق أول شمس الدين كباشي. وأكد المستشار الأمني لحكومة جنوب السودان رئيس لجنة الوساطة، توت قلواك، عقب اللقاء، الاهتمام الشخصي للرئيس سلفاكير بملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب بالمنطقتين، وفقاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في الرابع من مايو/ أيار الحالي، مبيناً أن الوساطة ستعمل بكل جد من أجل عودة الأطراف قريباً لاستكمال التفاوض الذي انطلق بشكل رسمي في السادس عشر من مايو/ أيار الحالي وجرى تعليقه مؤقتاً لمزيد من التشاور.
على صعيد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم، شهدت الساعات الماضية، هدوءاً نسبياً على مختلف الجبهات، بينما وجه الجيش في ساعات المساء، قصفاً مدفعياً نحو أهداف عسكرية في مدينة الخرطوم بحري، شمال الخرطوم، وسمعت أصوات اشتباكات متفرقة ناحية منطقة أمبدة، غرب أم درمان.