السودان.. معارك في ولاية سنار و"الدعم السريع" يعلن بسط السيطرة عليها

29 يونيو 2024
البرهان مع عناصر الجيش السوداني في سنار اليوم (الجيش السوداني/ فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، يصل إلى الخطوط الأمامية في ولاية سنار وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع تصاعد العنف وسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق استراتيجية.
- قوات الدعم السريع توسع رقعة الصراع بالسيطرة على الفرقة 17 العسكرية في سنجة، مما يعكس نجاحاتها الميدانية ويشير إلى استمرار وتعقيد النزاع في السودان.
- تدهور الوضع الإنساني بشكل حاد، مع تحذيرات من استخدام التجويع كسلاح حرب وتواطؤ حكومات أجنبية، والقصف المدفعي يخلف ضحايا مدنيين، مما يبرز الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.

وصل قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، اليوم السبت، إلى الخطوط الأمامية للمعارك في ولاية سنار جنوب شرقي البلاد. ونشر إعلام الجيش صوراً للبرهان وهو يتجوّل بين الجنود ويشاركهم الطعام في الخطوط الأمامية للقتال بولاية سنار. وتشهد ولاية سنار منذ الأسبوع الماضي معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، عقب سيطرة الأخيرة على منطقة جبل موية وهجومه على مدينة سنار.

وفاجأت قوات الدعم السريع قوات الجيش السوداني بفتح جبهة جديدة في مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار. وطبقاً لشهود عيان، فإن قوات الدعم السريع تمكنت من تجاوز العديد من المناطق بولاية سنار والوصول إلى مدينة سنجة، وذلك قبيل أن تنجلي المعركة في مناطق جبل موية. ووفقا لشهود عيان، فإن حالة من الهلع تسود وسط المدنيين، عقب سماع أصوات الأسلحة الخفيفة والثقيلة باتجاه الأحياء الجنوبية والغربية، مشيرين إلى أن السلطات أغلقت طريق سنار سنجة. وتقع مدينة سنجة على بعد 360 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الخرطوم، وتبعد عن مدينة سنار نحو 60 كيلومتراً.

وفي تطوّر لاحق، أعلنت قوات الدعم السريع، في تغريدة على منصة إكس، سيطرتها على الفرقة 17 التابعة للجيش السوداني بمدينة سنجة، جنوب شرقي السودان. كذلك نشرت مقاطع فيديو تظهر اثنين من أبرز قادتها؛ عبد الرحمن البيشي وأبو عاقلة كيكل، أمام بوابة الفرقة، فيما لم يعلق الجيش حتى الآن على التطورات.

"الدعم السريع" تعلن بسط السيطرة على ولاية سنار

ولاحقاً، زعم الناطق الرسمي باسم "الدعم السريع" الفاتح قرشي على منصة إكس أن المليشيا بسطت "سيطرتها التامة على عاصمة ولاية سنار، بعد أن ألحقت "هزيمة مذلة" بالجيش وكتائب الحركة الإسلامية، والمقاومة الشعبية، مبيناً أنهم وضعوا يدهم على "مخزون وافر من العتاد العسكري".

وذكر البيان أن الاستيلاء على الفرقة يعدّ "خطوة مهمة سيكون لها ما بعدها باعتبار الموقع الاستراتيجي والأهمية العسكرية للفرقة"، موضحاً أنهم استولوا كذلك على 112 عربة بكامل عتادها العسكري و6 دبابات مجنزرة، وكميات من الأسلحة والذخائر والمدافع، و250 دراجة بخارية. وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع وضعت يدها على جميع المؤسسات، بما في ذلك رئاسة حكومة الولاية.

ولم يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق حول التطورات العسكرية وبيان قوات الدعم السريع، فيما نشر مرصد سنار بياناً حذّر فيه من كارثة إنسانية جديدة تسببها المليشيا التي توغلت جنوباً داخل مدينة سنجة، مشيراً إلى أن المدينة شهدت اشتباكات مسلحة وقصفاً مدفعياً عنيفاً "أصاب عدداً من الأعيان المدنية والمواطنين الأبرياء". ولفت إلى إفادات عن وجود ضحايا وسط المدنيين، "يجرى حصرهم من قبل فريق المرصد".

وكشف المرصد عن نزوح الآلاف من المواطنين جنوباً وجنوب غربي الولاية، بعد حالة من الهلع والتوتر والخوف، مشيراً إلى تعرض قوات الدعم السريع للفارين من جحيم الحرب، بإنزال بعض الأسر من المركبات ونهبها، عدا حالات نهب واسعة من قبل قوات المليشيا للسيارات والدراجات النارية والأغراض الشخصية ومداهمة المنازل والاحتماء وسط المدنيين.

ويحاول الجيش استعادة السيطرة على المنطقة والتقدم لتحرير ولاية الجزيرة. وقد أحرز الجيش خلال الساعات الماضية تقدّماً في معارك جبل موية. وتعد المنطقة واحدة من المناطق الاستراتيجية وتربط أربع ولايات بعضها ببعض، هي الجزيرة من الشمال، ولاية النيل الأزرق من الجنوب، ومن الشرق ولاية القضارف، والنيل الأبيض من جهة الغرب.

وفي شمال أم درمان، قصف الجيش بالمدافع أهدافاً وتجمعات لقوات الدعم السريع في منطقة الخرطوم شرق، الواقعة تحت سيطرة "الدعم السريع"، والتي ردت بقصف مدفعي على أحياء بمحلية كرري، شمال أم درمان. وفي الفاشر، غربي السودان، تسبب القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على أحياء المدينة الطرفية، في مقتل عدد من المدنيين، من بينهم الناشط الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، إبراهيم شوتايم، والذي يعد واحداً من أيقونات ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018. وكان القصف في مدينة الفاشر قد تسبب قبل أيام في مقتل عباس ميناوي، شقيق حاكم دارفور، رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو ميناوي.

وكان خبراء في الأمم المتحدة قد حذّروا، الأربعاء الماضي، من أنّ طرفي الحرب في السودان يستخدمان التجويع سلاحاً، متّهمين حكومات أجنبية تقدّم لهما الدعم العسكري بـ"التواطؤ" في ارتكاب جرائم حرب. وتدور الحرب منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو منذ إبريل/ نيسان 2023، وهو ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.