تواصلت بمدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، غرب السودان، لليوم الثاني على التوالي، الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وطبقاً لشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، فقد حشدت قوات الدعم السريع المزيد من قواتها وحاصرت المدينة، اليوم الأحد، بغرض السيطرة على الفرقة 16 التابعة للجيش السوداني، وتبادل الطرفان القصف المدفعي، ما أدى إلى تأثر أحياء المدينة ونزوح مئات الأسر من المدينة والتوجه لمناطق أكثر أمناً.
وحذر الشهود من المخاطر التي تواجه المدنيين نتيجة للاشتباكات، حيث يتواصل سقوط القتلى والمصابين، دون أن تتمكن أي جهة من حصرهم وتقديم المساعدات، مع تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.
وأمس السبت، شهدت مناطق أخرى في ولاية جنوب دارفور اشتباكات قبلية سقط فيها ما يزيد عن المائة قتيل.
هدوء نسبي في الخرطوم و"الدعم السريع" ينشئ وكالة إغاثة
وعلى صعيد العاصمة الخرطوم، تشهد مختلف جبهات القتال هدوءًاً نسبياً، فيما يتواصل تحليق الطائرات الحربية في سماء المدينة، في وقت تستمرّ قوات الدعم السريع بمحاولاتها لإحكام الحصار على سلاح المدرعات التابع للجيش بمنطقة الشجرة، جنوب الخرطوم.
إلى ذلك، أصدر قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، اليوم الأحد، قراراً بإنشاء الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، وطبقاً للقرار فإن الخطوة تأتي نتيجة للأوضاع الإنسانية المأساوية، والكوارث الناتجة عن الحرب، والحاجة الماسة إلى تيسير العمليات الإنسانية في المناطق التي تدور فيها العمليات العسكرية، أو تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، والتزاماً من قيادة قوات الدعم السريع بتمكين المدنيين من الحصول على المساعدات الإنسانية دون أي إعاقة أو عرقلة، والمساهمة في حمايتهم، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
وحصر القرار نطاق عمل الوكالة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، لتوفير وتسهيل وصول الإغاثة، وتيسير وتنسيق العمليات الإنسانية، على أن تعمل على توفير الإغاثة الإنسانية في المناطق المتضررة من الحرب، خاصةً الخرطوم، ودارفور، وكردفان، ومناطق النازحين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المجتمعات المنكوبة وتوزيعها على نحوٍ عادل وشامل، والحيلولة دون استخدامها لأي أغراض تتعارض مع الأنظمة والمبادئ العالمية للعمل الإنساني، والتنسيق مع المنظمات الوطنية والدولية العاملة في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان والعون الدولي الإنساني.
كما تصدر الوكالة، التصاريح اللازمة للمنظمات الإنسانية الوطنية والدولية الراغبة في العمل في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وذلك دون أي عرقلة، أو تأخير غير ضروري، أو يتعارض مع مبادئ ومقتضيات العمل الإنساني في ظروف الحرب والكوارث، وتسهيل تقديم الخدمات لجرحى وأسرى الحرب، بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية ذات الاختصاص، والتنسيق والتعاون مع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الألغام، بُغية تيسير عملها، خاصةً في مناطق التنقل والرعي والزراعة.