دخلت هدنة جديدة حيّز التنفيذ في السودان منذ صباح اليوم الأحد، وذلك بعدما اتفق الجيش وقوات "الدعم السريع" على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.
وسبق أن أُعلنت هدن عدّة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم، معظمها برعاية سعوديّة وأميركيّة، لكن لم تُلتزَم كلياً على الأرض.
وسرت آخر هدنة نهاية الأسبوع الماضي لمدة 24 ساعة، والتزمها الطرفان إلى حدّ بعيد، لكن فور انتهاء مدّتها، استفاق سكّان الخرطوم على تجدّد المعارك.
وأبدى سكان في العاصمة رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار أطول.
وقالت هناء حسين، التي تقطن وسط الخرطوم: "مشكلتنا أن الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جداً، كأنما المقاتلون يريدون تعويض أيام الهدنة".
من جهته، قال سامي عمر الذي يقطن في ضاحية أم درمان في شمال العاصمة: "نريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار".
وأضاف: "الهدنة لا تكفي لكي نعود إلى الحياة. قد يتوقفون عن القتال، لكن (الدعم السريع) لن تغادر المنازل (التي سيطر عناصرها عليها)، كما المرور عبر نقاط التفتيش بذات الصعوبة أيام القتال".
وكانت الرياض وواشنطن قد أعلنتا في بيان مشترك "اتّفاق ممثّلي القوّات المسلّحة السودانيّة وقوّات "الدعم السريع" على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان لمدّة 72 ساعة، اعتباراً من تاريخ 18 حتى 21 يونيو/ حزيران الساعة 6 صباحاً بتوقيت الخرطوم" (04:00 ت غ).
وأشار البيان إلى أنّ الطرفين اتّفقا على أنّهما في أثناء فترة وقف النار "سيمتنعان عن التحرّكات والهجمات واستخدام الطائرات الحربيّة أو الطائرات المسيّرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوّات". وأضاف أنّهما سيسمحان "بحرّية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانيّة في جميع أنحاء السودان".
مؤتمر في جنيف
وتتزامن الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق الاثنين في جنيف.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان المقدّر بـ45 مليوناً، للمساعدة في بلد كان يُعَدّ من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل النزاع.
وسببت المعارك نقصاً في المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وتؤكد مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.
وأعلنت السعودية، التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن المؤتمر هدفه "إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة".
وأشارت الأمم المتحدة، في وقت سابق هذا الشهر، إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.
وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك: "من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلق سوى 400 مليون".
وسبّب النزاع مقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك، سبّبت المعارك نزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظّمة الدوليّة للهجرة.
رئيس الوزراء القطري يشارك في مؤتمر دعم السودان
أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، سيشارك، عبر تقنية الاتصال المرئي، في مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية للسودان.
وقال الأنصاري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، القطري، سيعلن، في كلمة أمام المؤتمر، عن تعهد مالي من دولة قطر لدعم الاستجابة الإنسانية للشعب السوداني، وسيؤكد وقوف دولة قطر مع جمهورية السودان، لتجاوز الأزمة الحالية، وضرورة حشد الدعم لمواجهة تداعياتها على الصعيد الإنساني، ومساندة كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.
وقدّمت دولة قطر منذ بداية الاقتتال في السودان 301 طن من المساعدات الغذائية والطبية في إطار دعمها المستمر للشعب السوداني، وأجلت 1784 من حملة الإقامة القطرية.
(فرانس برس، العربي الجديد)