السودان: انطلاق أعمال مؤتمر "العدالة" ضمن المرحلة النهائية للتسوية

16 مارس 2023
شاركت الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري في أعمال المؤتمر (تويتر)
+ الخط -

انطلقت جلسات مؤتمر "العدالة والعدالة الانتقالية" في الخرطوم، يوم الخميس، ضمن أعمال المرحلة النهائية للعملية السياسية لإنهاء الانقلاب العسكري في البلاد.

ويشارك في المؤتمر ممثلون لولايات السودان المختلفة، إضافةً إلى ممثلين عن عائلات الشهداء والجرحى والمفقودين، وكذا الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري السياسي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويهدف المؤتمر الذي تيسره الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية، إلى بناء نموذج سوداني للعدالة والعدالة الانتقالية، وإعداد نصوص تضمن في الاتفاق النهائي بين العسكر والمدنيين ومقترحات أخرى تكون ضمن برنامج الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها في الأيام المقبلة.

في السياق، قال رئيس التحالف المدني للعدالة الانتقالية الباقر العفيف، إنّ المؤتمر سيكون ضربة البداية لنموذج عدالة سودانية تنفذه حكومة مدنية كاملة تنصف الضحايا وتفصل بين تاريخين، تاريخ الظلم وتاريخ جديد للعدالة والكرامة والحقوق لشعب لم يجد من حكوماته سوى الظلم والإفقار، على حد تعبيره.

وذكر السفير السعودي علي بن حسن جعفر، نيابةً عن اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، والتي تقود الوساطة بين العسكر والمدنيين، إنّ مؤتمر العدالة واحد من أهم مراحل العملية السياسية، وهو موضوع مهم كذلك لكل البلدان التي تريد الانتقال من الحكم الديكتاتوري إلى الحكم الديمقراطي، مشيراً إلى أنّ الاتفاق الإطاري رسم طريقاً واضحاً ووضع مبادئ أساسية تمنع عدم الإفلات من العقاب، لا سيما في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف ضد المراة.

وبيّن السفير السعودي أنّ الاتفاق الإطاري طالب بمشاركة واسعة لأصحاب المصلحة وأسر الشهداء وكل المتأثرين من انتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 1989، متوقعاً طرح المؤتمر أسئلة حول التعامل مع الجرائم التي تم ارتكابها وكيفية عدم تكرارها، وجدّد التزام اللجنة الرباعية بدعم وتمكين الشعب السوداني لتحقيق الانتقال الديمقراطي في السودان بموجب الاتفاق السياسي الإطاري، الذي يظل الطريق الوحيد للحل السياسي، وصولاً لتكوين حكومة جديدة بقيادة مدنية، مؤكداً أنّ تشكيل حكومة يقودها المدنيون هو مفتاح بناء المؤسسات الديمقراطية وتحقق عدالة انتقالية شاملة.

من جهتها، قالت بثينة دينار نيابةً عن الأحزاب المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، إنّ تحقيق العدالة أهمية لكل الضحايا والمشردين والمهجرين قسرياً وضحايا حروب الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام السابق خلال الثلاثين سنة الماضية، إضافةً إلى جرائم ما بعد سقوط نظام عمر البشير، وكذا جرائم ما بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2021.

وشدّدت دينار على ضرورة تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وضمان عدم تكرار تلك الجرائم، عبر برامج تنفذها الحكومة المدنية بما يخرج البلاد من دائرة العنف إلى العدالة والتنمية المستدامة.

في السياق، أوضح رئيس منظمة الشهداء فرح عباس فرح، في كلمة له، إنّ المنظمة لديها رؤية متكاملة لتحقيق العدالة، معرباً عن أمله في أنّ يكون المؤتمر بداية لتحقيق العدالة عبر خطوات عملية تؤسس لدولة القانون.

من جهة أخرى، رحبت اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات بنتائج الاجتماع الذي عُقد أمس الاربعاء للأطراف العسكرية والمدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، قائلةً إنّ هذا الاجتماع يقرب البلاد إلى اتفاق سياسي نهائي.

وأوضحت اللجنة أنّ اتفاق الموقعين على استكمال جميع حوارات المرحلة الثانية قبل بداية شهر رمضان المبارك يُشير إلى التزامهم بضمان مستقبل أفضل لشعب السودان، "ومن المهم الآن البناء على ذلك من خلال إنشاء لجنة صياغة يمكنها أنّ تبدأ العمل بسرعة لإعداد اتفاق نهائي، ولإعداد الوثائق ذات الصلة بشأن الهياكل الانتقالية"، مشدّداً على ضرورة تحديد جدول زمني يقود العملية إلى نهاية مبكرة.

وكانت أطراف التسوية السياسية قد أعلنت، أمس الأربعاء، عن اقتراب التوصل لاتفاق نهائي، مشيرةً إلى تشكيل آلية سياسية لصياغة الاتفاق النهائي تمهيداً للدخول في خطوات تشكيل الحكومة بتسمية رئيس الدولة ورئيس الوزراء. 

وكانت العاصمة السودانية الخرطوم قد شهدت، في الساعات الماضية، تظاهرات مناهضة لحكم العسكر ولما يجري من تسوية سياسية، وتسببت التظاهرات في إحداث شلل تام في منطقة وسط الخرطوم.