اعتذر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، لشعبه بسبب تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءا.
وجاء اعتذار البرهان خلال كلمة له وسط آلاف السودانيين الذين احتفلوا بالتوقيع على اتفاق سلام نهائي بين الحكومة والجبهة الثورية لإنهاء الحرب في البلاد، كما حضر الاحتفال نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وقال البرهان، في كلمته، إن "الشعب السوداني قام بثورة عظيمة العام الماضي، ويستحق حياة كريمة، وآمال ما بعد الثورة لا يعبر عنها واقع صفوف المواطنين المتطاولة بحثاً عن الخبز والوقود"، مشيراً إلى أن "الحكومة الانتقالية بهياكلها المختلفة تتحمل مسؤولية ذلك التقصير، وتتعهد بالعمل لتغيير الحال إلى الأفضل، والتضحية بكل ما هو ممكن من أجل الرخاء والبناء والتعمير"، كما تعهد بالمحافظة على التغيير الذي حدث.
ويعاني السودان طوال الأشهر الأخيرة من شح كبير في الدقيق والخبز والوقود والدواء ووسائل النقل العامة، وغلاء أسعار السلع الضرورية، مع احتقان سياسي، خاصة في شرق السودان، الذي تتوالى فيه الاحتجاجات ضد الحكومة المركزية رفضاً لاتفاق السلام.
من جهته، قال محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، والذي قاد الوفد الحكومي في المفاوضات، إن السلام الذي تحقق ليس مشروعا للتكتل ضد أي مجموعة سياسية أو جغرافية، إنما هو طريقة مثلى لوقف الحرب وإدارة التنوع وتحقيق العدالة والتنمية.
وأشار حميدتي إلى أن علاج المشكلات الآنية لن يتحقق إلا بإصلاح حكومة الفترة الانتقالية لتواكب تطلعات جماهيرة الثورة، وإكمال ملف السلام بدخول كل المجموعات الرافضة وانضوائها تحت راية السلام.
وكان حميدتي قد التقى اليوم قبل عودته للخرطوم من جوبا، برئيس الحركة الشعبية لقطاع الشمال، عبد العزيز الحلو، في مسعى لتقريب المسافات من أجل استئناف التفاوض المتعثر بين الجانبين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أن اتفاق السلام هو تنفيذ لشعارات الثورة السودانية "الحرية والسلام والعدالة"، مشيراً إلى أن "الحكومة مدركة للتحديات التي يواجهها الشعب بصبر كبير، لا لشيء، سوى الأمل الذي التزم بإيقاد شمعته طوال سنوات المقاومة والنضال".