استمع إلى الملخص
- الوضع الإنساني في الفاشر يزداد سوءًا، مع تدمير المشافي وتدني الخدمات، وقد أسفر القصف المدفعي العشوائي عن مقتل 47 شخصًا، بينهم ثلاثون مدنيًا وإصابة 82 آخرين.
- حاكم إقليم دارفور يتهم قوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي ويشير إلى محاولاتها لإبادة المدينة وإخفاء آثارها الحضرية، فيما تشهد جبهات أخرى في السودان هدوءًا نسبيًا.
تواصلت في الساعات الماضية، المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع، في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، غربي البلاد. وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد" في اتصال هاتفي، بأن الطرفين يواصلان تبادل القصف المدفعي، مع اشتباكات متقطعة شرقي وجنوبي الفاشر التي يفرض عليها "الدعم السريع" حصاراً منذ أسابيع، مع محاولات منه للتوغل داخل المدينة، وهو توغل يتصدى له الجيش ومقاتلو حركات مسلحة متحالفة معه.
وأفاد الشهود، بأن المدينة تشهد أوضاعاً إنسانية حرجة، وتدنياً في الخدمات، وتعرض المشافي للتدمير بشكل خاص. وعبر حسابه على موقع فيسبوك، نشر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، منشوراً أوضح فيه أن 47 شخصاً قُتلوا، أمس الجمعة، نتيجة للقصف المدفعي العشوائي من قوات الدعم السريع على المدينة، مبيناً أن من بين القتلى ثلاثين مدنياً و17 عسكرياً، عدا عن إصابة 82 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال. وأوضح مناوي، أن الفاشر أصبحت عصية بشعبها وجيشها وحركاتها المسلحة، على مليشيا الدعم السريع التي اتهمها بارتكاب أكبر عملية تطهير عرقي في أقصر وقت، وهو القصف العشوائي على المنازل والمستشفيات، بغرض تهجير الشعب خارج المدينة، لتبقى الفاشر منطقة أشباح كما هو الحال في مدن زالنجي، ونيالا، والجنينة، على حدّ قوله.
وأشار إلى أن الذين يعتدون على الفاشر هدفهم إبادة المدينة، وإخفاء آثارها الحضرية العظيمة، لبناء مدينة همجية أخرى على أنقاضها. وعلى غير جبهة الفاشر، شهدت بقية الجبهات في الخرطوم، والخرطوم بحري، وولايات سنار، والنيل الأبيض، وشمال كردفان، وغيرها، هدوءاً نسبياً خلال الأيام الماضية، في حين تشهد جبهة أم درمان تبادلاً للقصف المدفعي بين الجيش الذي يقصف أهدافاً للدعم السريع في كل من الخرطوم بحري أو غرب أم درمان، في وقت يقصف "الدعم السريع" مناطق في شمال أم درمان.
في غضون ذلك، تشتكي عشرات القرى في ولاية الجزيرة، وسط السودان، من انتهاكات واسعة عبر هجمات مستمرة من قوات الدعم السريع في مناطق المعيلق، وغربي الحصاحصيا، وجنوبي الجزيرة، وكانت آخر تلك الهجمات على مدينة الحوش، جنوبي الولاية، والتي أدت إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل، وجرح آخرين، كما أدت الهجمات إلى موجات نزوح واسعة إلى المناطق الأكثر أمناً.