السودان.. إكمال التطبيع أهم بند في أجندة العسكر بعد الانقلاب

28 أكتوبر 2021
كان البرهان قد دشن بنفسه أولى خطوات التطبيع عندما التقى نتنياهو بأوغندا (فرانس برس)
+ الخط -

يضع عسكر الانقلاب في السودان بقيادة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بند التطبيع مع إسرائيل كواحد من أهم ما بأجندتهم بعد استيلائهم على السلطة.
وأشار البرهان يوم الثلاثاء خلال أول مؤتمر صحافي بعد تنفيذ الانقلاب، إلى التأكيد على الرؤية السابقة حول التطبيع مع إسرائيل كمدخل للانفتاح مع العالم، موضحًا أن "بعض الأحزاب العقائدية في حكومة رئيس الوزراء هي التي أعاقت المضي قدماً في إكمال حلقات التطبيع".
وكان البرهان قد دشن بنفسه أولى خطوات التطبيع، حينما التقى بمدينة عينتبي الأوغندية في فبراير/شباط 2020 برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، في خطوة وجدت معارضة من حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التي رأت وقتها أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يتجاوز صلاحياته السيادية، ويتغول على صلاحيات الحكومة التنفيذية.

كما قاوم بقوة عدد من أحزاب تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، مثل "حزب الأمة القومي"، و"الحزب الشيوعي"، حيث أصرت على ترك الموضوع برمته للمجلس التشريعي الانتقالي المقترح تشكيله بموجب الوثيقة الدستورية، إلا أن العسكر واصلوا علاقتهم مع الجانب الإسرائيلي.
واستقبل العسكر في يناير/كانون الثاني الماضي، إيلي كوهين وزير الاستخبارات الإسرائيلي في الخرطوم، فيما زار قبل أسابيع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو شقيق نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو برفقة الفريق ميرغني إدريس مدير منظمومة الصناعات الدفاعية، إسرائيل والإمارات للحصول على مباركة للانقلاب.
وتؤشر التطورات الحالية إلى أن رغبة العسكر في إكمال التطبيع، ستكون أكثر إلحاحاً خصوصاً مع زيادة العزلة الدولية التي يواجهها العسكر الآن من المجتمع الدولي والإقليمي، اعتقاداً منهم أن إسرائيل ستفك تلك العزلة الدولية التي يواجهونها.  
وقال المحلل السياسي عبد الله رزق لـ"العربي الجديد"، إن التطبيع لن يفيد الانقلابيين في شيء، مشيرًا إلى أن التطبيع لم يعد في لب الصراع السياسي في السودان في الوقت الحالي، خاصة أن الولايات المتحدة الأميركية التي رعت التطبيع السوداني الإسرائيلي هي ذاتها التي تحشد الآن المواقف السياسية والاقتصادية الدولية ضد الانقلاب، مؤكدًا أن الهرولة نحو إكمال التطبيع بتبادل السفارات لن تغير الموقف الأميركي.
وأضاف أن "الكيان الصهيوني نفسه لن يتحمس للتطبيع لأنه يدرك أنه أقدم على الخطوة سابقاً لرمزية السودان الذي استضاف في الستينيات مؤتمر اللاءات الثلاث (لا صلح، لا اعتراف لا تفاوض".
وأعاد رزق التأكيد على أن التطبيع لن يكون له أي انعكاسات خارجية في ظل الاعتراف الدولي بشرعية حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وفي ظل التوجهات نحو تدويل الملف السوداني. 

المساهمون