- يلفت الانتباه إلى تأسيس اللجنة العسكرية العليا لتقييم التهديدات والتحديات، مؤكدًا على نجاح الجهود المشتركة في مكافحة داعش والحاجة للتركيز على التنمية والإصلاحات الاقتصادية.
- يشدد على مبدأ "العراق أولاً"، مؤكدًا على بناء شراكات قوية مع الدول الصديقة بناءً على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ويتطلع لزيارة واشنطن لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس، أن العلاقة العراقية الأميركية "مفتاح استقرار الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن بلاده تسعى للانتقال إلى مرحلة جديدة قائمة على أساس التعاون الذي يتجاوز مجرد الشؤون الأمنية والعسكرية. وقال السوداني في مقال له بمجلة "فورين أفيرز"، قبيل زيارة مقررة له إلى واشنطن في منتصف الشهر الحالي، نشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن "الولايات المتحدة ساعدت الشعب العراقي على الإطاحة بنظام صدام حسين ووضع الأسس لنظام ديمقراطي".
وبيّن أن "العلاقات العراقية الأميركية بعد ذلك مرت بمراحل متعددة، لكن على الرغم من ذلك، ظل هناك إدراك أن علاقتنا ستظل علاقة استراتيجية تحمل الكثير من القواسم المشتركة، بما يحقق مصلحة الجانبين. لقد هزمنا الإرهاب معاً، وسمح لنا التعاون الأمني بإعادة بناء الجيش العراقي وقوات الأمن الفعالة، ونحن بحاجة إلى حماية شراكتنا الاستراتيجية من خلال إدخالها في مرحلة جديدة، مرحلة تدعم سيادة العراق واستقلاله دون التخلي عن التعاون المثمر بين بغداد وواشنطن".
وأضاف: "شكّلنا في أواخر يناير/ كانون الثاني، اللجنة العسكرية العليا المؤلفة من كبار المسؤولين العسكريين من كل من العراق والولايات المتحدة، لتقييم التهديد المستمر لما يسمى تنظيم داعش، وقدرات الأجهزة الأمنية العراقية، والظروف التشغيلية في جميع أنحاء البلاد، وأدى هذا الجهد إلى اتفاق بين جميع الشركاء لإنهاء التحالف الدولي وفقاً لجدول زمني متفق عليه"، مبيناً أن "اللجنة ستضع خريطة طريق للعلاقات المستقبلية، بما في ذلك وجود مستشارين أميركيين، ستسمح لنا هذه التحركات، على عكس خفض التصنيف في علاقتنا مع الولايات المتحدة، بالانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة، على أساس التعاون الذي يتجاوز مجرد الشؤون الأمنية والعسكرية".
وشدد السوداني على أن "العلاقة العراقية الأميركية هي مفتاح استقرار الشرق الأوسط. نحتاج إلى وقت لإدارة التعقيدات الداخلية والتوصل إلى تفاهمات سياسية مع مختلف الأطراف"، مؤكداً وجوب أن يكون قرار صنع الحرب والسلام مسألة حصرية للدولة، ولا يمكن لأي طرف آخر المطالبة بهذا الحق. وأضاف أن "الحرب ضد داعش عززت بشكل كبير تجربة قوات الأمن لدينا، ما جعلها من بين أفضل الجيوش في مكافحة الإرهاب، لذلك حان الوقت لطي الصفحة، وإعادة توجيه مواردنا وقدراتنا من شن الحروب نحو تعزيز التنمية، وهذا هو الهدف من البرنامج الذي طورته حكومتي وهي مصممة على تنفيذه، دفع الإصلاحات الاقتصادية والمالية، تعزيز حقوق الإنسان، تمكين المرأة، وتعزيز مبادئ الحرية والديمقراطية بشكل عام".
وأكد أن المبدأ لعلاقات بلاده الخارجية هو "العراق أولاً"، وبناء شراكات قوية قائمة على المصالح المشتركة مع البلدان الصديقة في المنطقة وخارجها، مشيراً إلى أن هذا المبدأ يعني أننا نقترب من كل مقاطعة على قدم المساواة، حتى لا يصبح العراق ساحة لأي جهة فاعلة خارجية لتسوية الحسابات، مشدداً على وجوب التعامل مع العراق على أساس السيادة والاحترام المتبادل، وليس كبديل للصراعات الأخرى.
وتطرّق السوداني إلى زيارته المرتقبة للولايات المتحدة ولقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً إلى أنها ستكون فرصة لوضع الشراكة الأميركية العراقية على أساس جديد أكثر استدامة، قائلاً: "ستؤكد مناقشاتنا على الأهمية المستمرة لعلاقتنا الاقتصادية، والتعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، واستخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية لنزع فتيل التوترات الإقليمية، وستظل مكافحة الإرهاب موضوعاً رئيسياً لحكومتينا". وأضاف: "نعتقد أن الوقت قد حان لكي تصبح علاقتنا أوسع، مع الاعتراف بالقدرات المتزايدة لقواتنا للدفاع عن العراق، وضمان سلامة مواطنيه، والمساهمة بطرق أساسية في بناء عراق مزدهر ومستقر".
ومن المقرر أن يجري السوداني في 15 إبريل/ نيسان الحالي، زيارة إلى واشنطن هي الأولى له منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية، وقد أكد البيت الأبيض أنه سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن للعمل على تعميق الرؤية المشتركة لعراق آمنٍ وذي سيادة ومزدهر ومندمج بالكامل في المنطقة الأوسع، وسط مخاوف من قبل الفصائل العراقية الحليفة لإيران بعدم حسم الزيارة ملف إنهاء دور التحالف الدولي.