أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، أن مبررات وجود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق انتهت، وذلك غداة قصف واشنطن مقراً لـ"الحشد الشعبي" في بغداد.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها أثناء حضوره الحفل التأبيني الذي أقامه "الحشد الشعبي" في الذكرى الرابعة على اغتيال نائب رئيس هيئة "الحشد" أبو مهدي المهندس، وقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني السابق الجنرال قاسم سليماني ورفاقهما بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي عام 2020.
وقال السوداني إنّ "الاعتداء الذي أدى إلى اغتيال المهندس، وضيف العراق الجنرال سليماني، هو ضربة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين التي تحكم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، مثلما كان جريمة نكراء غير مبررة".
وأشار السوداني إلى أن "العراق تربطه مع أميركا اتفاقية شراكة استراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبحادث اغتيال المهندس والجنرال سليماني تم خرق المبادئِ الرئيسيةِ للعلاقاتِ الدولية وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدامِ القوة في العلاقاتِ الدولية".
وشدد على أن "الحوادث الأخطر هي التي تكررت لأكثر من مرة في العراق، وهي قيام قوات التحالف الدولي باعتداءات ضد مقار الحشد الشعبي، الذي يمثل وجوداً رسمياً تابعاً للدولةِ وخاضعاً لها وجزءا لا يتجزأ من قواتنا المسلحة".
وبين "أكدنا مراراً أنه في حال حصول خرق أو تجاوز من قبلِ أية جهة عراقية، أو إذا ما تم انتهاك القانون العراقي، فإن الحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي لها أن تقوم بمتابعة حيثيات هذه الخروقات".
وأضاف أن "الحكومة هي الجهة المخولة بفرضِ القانون، وعلى الجميع العمل من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق"، مستنكرا "الاعتداءات التي تستهدف قواتنا الأمنية، وتتجاوز روح ونص التفويض الذي أوجد التحالف الدولي".
وتابع "نؤكد قدرة الحكومة واستعدادها لاتخاذ القرارات المناسبة في الحفاظ على سيادة العراق وأمنه واستقراره، فهو يقع في صلب مسؤولياتها والتزاماتها وواجباتها الدستورية، وموقفنا ثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي، بعد أن انتهت مبررات وجوده".
كما كشف السوداني أن حكومته "بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".
موقف السوداني يأتي بعد يوم واحد فقط على مقتل المسؤول العسكري لـ"حركة النجباء" مشتاق طالب علي السعيدي المكنّى بـ"أبو تقوى"، وإصابة آخرين من الحركة، بطائرة مسيرة أميركية، فيما لم يعلق السوداني على الهجوم الذي استهدف "الحشد الشعبي" في بغداد.
وتبنت الولايات المتحدة الأميركية الهجوم على "الحشد الشعبي". إذ أكد مسؤول أميركي في وزارة الدفاع الأميركية، أن ضربة أميركية أدت إلى مقتل "أبو تقوى" الذي "تورّط في هجمات على الجنود الأميركيين"، مضيفاً، في بيان "نُفّذت هذه الضربة دفاعاً عن النفس. لم يتعرّض أي مدنيين للأذى. لم تُضرَب أي بنى تحتية أو منشآت".