اعتقل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني قيادياً من حركة "الجهاد الإسلامي" وشابين آخرين في بلدة بيتا جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد مداهمة منازلهم، فجر اليوم الجمعة.
وقال شهود عيان، لـ"لعربي الجديد"، إنّ عناصر من الجهاز الأمني اعتقلوا الأسير المحرر والقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" عبد الرؤوف الجاغوب، وكذلك الشاب معتصم دويكات الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أيام قليلة فقط، إضافة لاعتقال الشاب بلال حمايل، الذي اعتدي عليه وعلى إخوته ووالده.
وقال شقيقه مهتدي حمايل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نحو عشرين عنصراً ملثمين ومدججين بالسلاح، أحاطوا بالمنزل عند الساعة الواحدة من فجر اليوم، وحاولوا اعتقال أخي الذي رفض في بادئ الأمر الخروج معهم، فقام أربعة منهم بسحله على الأرض، ورفضوا أن يرتدي ملابسه رغم البرد القارس، ولم يسمحوا له حتى بانتعال حذائه".
وأضاف "عندما اعترض والدي دفعه أحدهم فأصيب برضوض في قدمه، كما رشوا غاز الفلفل في وجهي وضربوني بشكل مبرح، كما تعرّض أخي قسام الصغير الذي يبلغ من العمر 16 عاماً للضرب بشكل وحشي".
والمعتقلون الثلاثة هم من الناشطين في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي في بلدة بيتا، ويشاركون دائماً في المواجهات التي تندلع بشكل متواصل مع قوات الاحتلال في محيط جبل صبيح القريب من بيتا، حيث يخطط المستوطنون لإقامة بؤرة استيطانية هناك.
لمتابعة آخر التطورات الخبرية على الشاشة، شاهد "العربي أخبار"..
من جهته، اعتبر القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" المحرر من سجون الاحتلال، خضر عدنان، أنّ حملة الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بلدة بيتا، "ضربة لمقاومة الاحتلال على جبل صبيح".
وأضاف عدنان، في بيان، أنّ "السلطة ممعنة في الاعتقال السياسي للمجاهدين وأبناء شعبنا في نابلس والضفة الغربية المحتلة، وجُلّ من اعتقلتهم مؤخراً اعتقلهم الاحتلال بعدها مباشرة".
وتابع عدنان: "السلطة تكرّم المحرر الجاغوب، ووالد الأسير حمزة بسجون الاحتلال، بالاعتقال في سجونها".
وقال القيادي في "الجهاد" إنّ "ما تفعله السلطة لم يسبق أن حصل في أي ثورة بالعالم"، مردفاً: "لن ندعو لإفراج السلطة عن الجاغوب والمعتقلين السياسيين فحسب، بل سنرفع صوتنا أكثر بتجريم اعتقالهم والاعتقال السياسي والتنسيق الأمني".
ووثق تقرير أصدرته أخيراً "لجنة أهالي المعتقلين السياسيين" في الضفة الغربية، ارتكاب أجهزة السلطة الفلسطينية لأكثر من ألفين و578 انتهاكاً بحق المواطنين في 2021، واصفاً العام المنصرم بأنه "عام أسود" في ما يتعلّق بقمع الحريات.
وفي السياق، اتهم الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بشن هجمات شرسة ضد المقاومة الشعبية، والتي كان آخرها اعتقال الناشطين في الفعاليات التي تواجه الاستيطان في جبل صبيح.
وقال قاسم، في تصريحات وزعت على وسائل الإعلام، إنّ "هذه الاعتقالات خدمة واضحة للاحتلال والمستوطنين، وتعمل على هدم الرواية الفلسطينية ضد الاستيطان وتشجع المستوطنين على مواصلة إجرامهم بحق أهلنا في الضفة".