قررت السلطات المغربية، اليوم الأربعاء، منع فعالية تضامنية وهي الكبرى من نوعها مع الشعب الفلسطيني، وكان مقررا تنظيمها يوم الأحد القادم بالعاصمة الرباط، بدعوى "تجنب كل ما من شأنه خرق مقتضيات حالة الطوارئ الصحية"، المفروضة في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وأعلنت السلطات عن منع أي تجمهر أو تجمع بالشارع العام تجنبا لكل ما من شأنه خرق مقتضيات حالة الطوارئ الصحية، وحرصا على "الالتزام بالتدابير الهادفة إلى حماية صحة المواطنات والمواطنين وضمان سلامتهم، وبالنظر للتأثيرات السلبية على الحالة الوبائية التي يمكن أن تسهم فيها التجمعات بالطرق والشوارع العمومية".
وأكدت، في بيان لها، "على حرصها الثابت على تفعيل قرار المنع والتصدي بكل حزم ومسؤولية لكافة السلوكات والتصرفات المنتهجة خلافا لذلك، مهيبة بالجميع الالتزام بالتدابير المقررة، تكريسا للنتائج الإيجابية التي حققتها بلادنا في مواجهة تفشي فيروس كورونا - كوفيد 19".
وكانت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، قد دعت إلى تنظيم مسيرة وطنية تحت شعار: "الشعب المغربي مع المقاومة.. وضد التطبيع، ومن أجل إلغاء اتفاقات العار وطرد الصهاينة من المغرب".
وكشفت المجموعة أن تنظيم المسيرة يأتي في سياق التنديد بـ"العدوان الصهيوني الوحشي على شعبنا الفلسطيني البطل في القدس وفي المسجد الأقصى المبارك و في أراضي 48 واستمرار المذابح الهمجية بحق أهلنا في قطاع غزة الصامد". كما تأتي المسيرة، "تعبيرا من الشعب المغربي عن استمرار وثبات مواقفه من قضية فلسطين باعتبارها قضية وطنية ومن المقاومة باعتبارها أمانة ومن التطبيع باعتباره خيانة وطنية وقومية".
وعرف المغرب، خلال الأيام الماضية، فعاليات عدة للتضامن مع الفلسطينيين كان أقواها ما عاشته أكثر من 46 مدينة مغربية، مساء الأحد الماضي، من تظاهرات للتضامن مع الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وللتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 10 أيام على القطاع، وبالتطبيع.
وتعليقا على قرار المنع، قال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، العضو في السكرتارية الوطنية لـ "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، إنه "في انتظار اجتماع السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل، لاتخاذ القرار المناسب، فإن قرار السلطات المحلية يعتبر تضييقا على الحق الدستوري في التعبير". وتابع في تصريح لـ"العربي الجديد": "كما إنه إجراء خطير في وقت يتعلق الأمر بالتضامن مع الشعب الفلسطيني وتعبير المغاربة عن ارتباطهم الروحي بمسرى الرسول العظيم ومعراجه إلى سدرة المنتهى، بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
واعتبر قرار المنع "اعتداء وسابقة من سوابق استهداف عقيدة المغرب، وذلك بالتزامن مع الهجمة الشرسة للمشروع الصهيوني الذي يراهن على ضرب أهم ما يوحد المغرب ممثلا في الإسلام والعروبة والدولة"، مضيفا: "منع المسيرة بدعوى كورونا مجرد شماعة يتم تعليق القرار عليها، لن نقبل بذلك وسنواصل كفاحنا من أجل إسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال وطرد الجواسيس الإسرائيليين".
وسبق للمغرب أن أكد على أنه يتابع بقلق بالغ الأحداث العنيفة المتواترة في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى، وما شهدته باحاته من اقتحام وترويع للمصلين الآمنين خلال شهر رمضان المبارك.
وأوضحت وزارة الخارجية المغربية، أن المملكة التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس، تعتبر هذه الانتهاكات عملا مرفوضا ومن شأنها أن تزيد من حدة التوتر والاحتقان.
كما تم بعث مساعدات إنسانية تتكون في المجموع من 40 طنا، تتألف من مواد غذائية أساسية (30 طنا) وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية (10 أطنان)، تم اليوم، إدخال نصفها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.