زيارة مرتقبة للرئيس تبون إلى روسيا قبل نهاية العام لتوقيع "وثيقة تعاون استراتيجي"

08 سبتمبر 2022
هذه هي المرة الثانية التي يتم الحديث فيها عن زيارة للرئيس الجزائري إلى موسكو (Getty)
+ الخط -

أعلن مصدر دبلوماسي روسي عن زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روسيا قبل نهاية العام الجاري.

ويُتوقع أنّ تتم الزيارة في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، كما تتضمن التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بحكم التطور اللافت للعلاقات بينهما في السنوات الأخيرة.

وقال السفير الروسي لدى الجزائر، فاليريان شوفايف، الذي تسلم مهامه قبل فترة قصيرة، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة في العاصمة الجزائرية، إنّ الرئيس الجزائري أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عن رغبته زيارة موسكو، مشيراً إلى "وجود قرار مبدئي" لإجراء الرئيس تبون زيارة إلى روسيا قبل نهاية العام الجاري.

وتحدث الدبلوماسي الروسي عما وصفها بـ"أحداث مهمة على صعيد العلاقات الثنائية"، وقال: "تنتظرنا أحداث مهمة في العلاقات بين الجزائر وموسكو حتى نهاية العام الجاري"، مشيراً إلى أنّ هذه التطورات المهمة تأتي ضمن "مسعى مشترك لتوسيع مجالات التعاون المدني بين الجزائر وروسيا، ونعمل جاهدين لتقوية الشراكة في الطاقة والمناجم والصناعة والأبحاث العلمية".

وهذه هي المرة الثانية التي يتم الحديث فيها عن زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري إلى موسكو، إذ كان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد كشف خلال زيارته إلى الجزائر، شهر مايو/ أيار الماضي، عن ترتيبات لزيارة الرئيس الجزائري إلى موسكو.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد دعا نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال محادثة هاتفية، لزيارة روسيا الاتحادية. وجدد لافروف التأكيد على دعوة رسمية إلى الرئيس تبون لزيارة موسكو، وقال حينها: "نقوم حالياً بإعداد الوثائق اللازمة لهذه الزيارة".

وسيتم خلال زيارة تبون المرتقبة إلى موسكو التوقيع على وثيقة "اتفاق تعاون استراتيجي"، تؤطر العلاقات الجزائرية الروسية على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث ترتبط الجزائر بتعاون حيوي في المجال العسكري مع موسكو.

وتستورد الجزائر جزءاً مهماً من عتادها العسكري وترسانتها الحربية من روسيا، وتعتمد على السلاح الروسي لتجديد ترسانة الجيش الجزائري، خاصة في ما يتعلق بمنظومات صاروخية.

 وشجعت مواقف الجزائر من الأزمة في أوكرانيا، منها حديث وزير الخارجية رمطان لعمامرة عن "تفهم الانشغالات الأمنية لروسيا"، موسكو على الاهتمام بتطوير علاقاتها مع الجزائر، خاصة مع تزايد أدوارها في أزمات المنطقة، وبالتحديد في ليبيا ومالي ودول الساحل، إضافة إلى موقف الجزائر من مسألة إمدادات الغاز إلى أوروبا، حيث تجنبت الجزائر الاستجابة للضغوط الغربية لزيادة الإمدادات لتعويض الغاز الروسي.

على صعيد آخر، نفى السفير الروسي في الجزائر، فاليريان شوفايف، وجود أية اعتراضات روسية على زيادة إمدادات الغاز من قبل الجزائر إلى أوروبا، في الوقت الذي تقلّص موسكو إمداداتها، وتمارس مزيداً من الضغوط على الأوروبيين بشأن الطاقة.

وقال شوفايف إنّ "روسيا تتفهم رفع الجزائر إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد توقف الإمداد الروسي. كما أنّ هذه الجزئية لا تزعج روسيا، وإنما من حق شركائنا الاستفادة من الوضع الدولي، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الغاز".

ولفت السفير الروسي إلى أنّ بلاده لن تتعرض لـ"أي انهيار في حال وقف تصدير الغاز نحو أوروبا، نحن بصدد إعادة ترتيب الأمور وفق أطر جديدة، على الرغم من أنّ ذلك يحتاج إجراءات وقليلا من الوقت".

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن موسكو لا تعترض على رغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة بريكس. وقال: "روسيا لا تملك أي اعتراض حول رغبة الجزائر في انضمامها إلى مجموعة بريكس، والرئيس تبون راسل الرئيس بوتين حول هذا الشأن". 

وتضمّ دول بريكس في الوقت الحالي، الدول الـ5 الأسرع نموا في العالم، وهي البرازيل (B)، وروسيا (R)، والهند (I)، والصين (C)، وجنوب أفريقيا (S).

يأتي هذا بعد إعلان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بداية شهر أغسطس/آب الماضي، أنّ الجزائر تحظى تقريباً بكافة الشروط للانضمام إلى مجموعة بريكس، وهي مهتمة بالانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي الذي يضمّ قوى اقتصادية صاعدة.

المساهمون