قال سفير تركيا لدى قطر، مصطفى كوكصو، إن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الدوحة غدا الثلاثاء، تهدف إلى تعزيز العلاقات أكثر بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، ومناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بما يخدم المصالح المشتركة واستقرار المنطقة.
ولفت إلى أنها الزيارة الأولى للرئيس التركي، بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بلاده في مايو/ أيار الماضي، وتأتي ضمن جولة خليجية تشمل السعودية والإمارات.
وتطرق كوكصو في لقاء عقده بمقر إقامته مع المراسلين الصحافيين المعتمدين في الدوحة بمناسبة الزيارة وذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016، إلى أهمية توقيت الزيارة، قائلا إن المنطقة والعالم يشهدان تطورات كبيرة، تستدعي تنسيقا عاليا للمواقف مع حلفاء تركيا وأصدقائها.
وأوضح أن الزيارة تأتي كرسالة شكرٍ لدولة قطر وشعبها وحكومتها على وقفتها القوية في محنة الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير/ شباط الماضي.
واعتبر كوكصو أن التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي والشراكة الأمنية والعسكرية، تظهر العلاقات التاريخية بين قطر وتركيا، في ظل توافق رؤى قيادتي البلدين وتعزيز الثقة المتبادلة، وتفضيل العمل المشترك فيما بينهما في القضايا الثنائية والإقليمية.
وشدد السفير التركي على أن اشتراك بلاده وقطر في نفس الأهداف الداعمة للاستقرار الإقليمي والدولي، جعل البلدين يعطيان الأولوية للدبلوماسية والحوار والسلام، بما يتجلى في جهود قطر الاستثنائية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ونجاح تركيا في إطلاق أكبر عدد من السجناء، في اتفاقية تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، التي نجحت أيضا في صياغة اتفاقية الحبوب بين البلدين المتصارعين، بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وحسب كوكصو، من المنتظر خلال زيارة أردوغان إلى قطر، مناقشة الاستعدادات للدورة التاسعة للجنة الاستراتيجية العليا وفرص الاستثمار والاستعدادات الاقتصادية والقضايا الإقليمية، وأوضح السفير أنه لن يجري توقيع أي اتفاقيات مشتركة بين قطر وتركيا، خلال الزيارة، نظرا لأن توقيع تلك الاتفاقيات يكون عبر اللجنة الاستراتيجية العليا، والتي ستعقد اجتماعها التاسع في الدوحة قبل نهاية العام الجاري.
وفتح إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة، الباب نحو آفاق تخدم الشراكة الثنائية وتليق بإمكانات البلدين على المستوى الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري، وشهدت اللجنة الاستراتيجية منذ تأسيسها عام 2014 توقيع 94 اتفاقية في مجالات متنوعة.
وقال كوكصو إن عام 2023 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا، والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
وبمناسبة ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016، قال السفير التركي إنه بعد مرور سبع سنوات على هذه المحاولة الغادرة تستمر تركيا في طريقها نحو مستقبل مشرف.
وأكد كوكصو على خطر منظمة الداعية، فتح الله غولن، واستهدافها الشعب التركي والمؤسسات الديمقراطية والحكومة المنتخبة ديمقراطياً والنظام الدستوري في تركيا، من خلال المحاولة الانقلابية المتهمة بالوقوف وراءها.
وذكر أن "محاولة الانقلاب الشنيعة خلفت 251 قتيلاً وأكثر من 2000 جريح، لكن فشلت خطتهم بفضل يقظة الشعب التركي".
وقال السفير كوكصو "لن ننسى أبدًا تضامن الأشقاء في قطر مع بلادنا"، مستحضراً أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كان "أول زعيم اتصل بالرئيس أردوغان وشجب الانقلاب بين زعماء العالم".
وأكد أن تركيا تجاوزت خلال السنوات الماضية، العديد من الأوقات الصعبة خلال محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز، وجائحة كورونا وأكبر كارثة زلزال ضربت 11 مدينة في المنطقة الجنوبية من تركيا وأودت بحياة قرابة 60 ألف شخص.
وعبر عن امتنانه لدولة قطر التي قدمت مساعدة سخية لتركيا لتخفيف معاناة ضحايا الزلزال من خلال توفير الاحتياجات العاجلة، وخاصة 10 آلاف منزل متنقل.
وتحضيرا لزيارة أردوغان إلى قطر، زار الدوحة يوم 9 يوليو/ تموز الجاري، نائب الرئيس التركي جودت يلماز، الذي استقبله أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واستعرضا معا علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها خاصة في مجالي الاقتصاد والاستثمار.
وأكد يلماز على أن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين تركيا وقطر مستمرة في التطور على جميع المستويات، وفي جميع المجالات، سواء كانت العلاقات الثنائية أو القضايا الإقليمية، فضلا عن تواصل المشاورات المنتظمة والتنسيق الوثيق بين البلدين، وتوحيد المواقف في العديد من القضايا.