أمرت سفارة الولايات المتحدة في كابول، الجمعة، موظفيها بإتلاف الوثائق الحساسة والرموز الأميركية التي يمكن أن تستخدمها حركة "طالبان" لأغراض دعائية، مع اقتراب الحركة من العاصمة الأفغانية.
وفي مذكرة اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، أبلغ مسؤول في السفارة الموظفين بمكان وجود المحرقة وغيرها من معدات إتلاف الوثائق.
وجاء في المذكرة أن الإتلاف يجب أن "يتضمن الأغراض التي تحمل شعار السفارة أو الوزارة والأعلام الأميركية والأشياء الأخرى التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية".
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية أن هذا إجراء عادي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما. وقال إن "تقليص عدد الموظفين في ممثلياتنا الدبلوماسية في كل أنحاء العالم يتبع إجراءً معيارياً".
وتشعر الولايات المتحدة بقلق حيال التقدم السريع لعناصر "طالبان" الذين سيطروا على أكبر المدن في البلاد وباتوا قريبين من كابول.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أن كابول لا تواجه على ما يبدو "خطراً وشيكاً" رغم التقدم السريع لـ"طالبان". وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين إن "كابول لا تشهد حالياً أجواء خطر وشيك"، رغم إقراره بأن طالبان "تحاول عزل كابول".
ويأتي هذا في وقت تواصل الدول إجلاء مواطنيها وموظفي سفاراتها من كابول، إذا أعلنت إسبانيا الجمعة أنها باشرت إجلاء مَن تبقّى من مواطنيها في أفغانستان إضافة إلى موظّفي سفارتها في كابول وزملائهم الأفغان، في ضوء التقدّم السريع الذي تُحرزه حركة "طالبان" في كلّ أنحاء البلاد.
وأشار وزير الخارجيّة خوسيه مانويل ألباريس في بيان إلى "بدء إعادة أفراد السفارة والإسبان الذين بقوا في البلاد، وكذلك الأفغان وأسرهم الذين عملوا إلى جانبنا". وقال إنّ "إسبانيا مستعدّة لأيّ احتمال، بما في ذلك إخلاء السفارة إذا لزم الأمر".
وأوضحت الوزارة أنّه بالإضافة إلى الأشخاص الموجودين في السفارة، كان لا يزال هناك ستّة مواطنين إسبان في أفغانستان الجمعة. وأشار البيان إلى أنّ الوزارة تعمل مع الوزارات الأخرى "لتنسيق نقل المواطنين الأفغان الذين تعاونوا في المهمّات العسكريّة، ومشاريع التعاون الإسبانيّة في أفغانستان".
ومنحت إسبانيا منذ 2014 صفة اللاجئ لـ55 مترجماً أفغانياً وأقاربهم، وفقاً لوزارة الداخلية. وقال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة "فرانس برس" إن الوزارة "ستنظر" في أيّ طلب لتوفير حماية دولية يُقدّمه مترجمون أفغان وغيرهم ممّن عملوا مع القوات الإسبانيّة، بعد وصولهم الى اسبانيا. وقال مصدر في وزارة الدفاع لـ"فرانس برس" إنّ مدريد تدرس "إمكان إحضار المترجمين وغيرهم من الذين عملوا مع القوات الإسبانية" في افغانستان، الى اسبانيا، لكنه لم يحدد أي جدول زمني.
وسحبت إسبانيا آخر قواتها من أفغانستان في مايو/أيار2021، بعد مهمة استمرّت نحو عقدين وقُتل خلالها حوالى 100 جندي إسباني.
وأعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل المملكة المتحدة والنرويج والدنمارك خططاً لإجلاء موظفي سفاراتها ورعاياها من أفغانستان.
(فرانس برس)