الساحل السوري.. معاً لبناء سورية الخالية من الأحقاد والضغينة

10 ديسمبر 2024
إزالة صورة بشار الأسد في طرطوس، 8 ديسمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدر وجهاء القرداحة بيانًا يدعم سورية حرة ومستقلة، داعين لإزالة التماثيل ونزع السلاح وضمان الأمن، مع احترام التعددية الدينية والثقافية.
- اعتبر الدكتور بشار القصير البيان نقطة تحول تاريخية، مشيرًا إلى الثقة المتزايدة بين الأهالي، واتفاق وجهاء طرطوس على العمل لإعادة الأمان.
- أكد المسؤول العسكري في طرطوس عدم وجود عداوات مع العسكريين السابقين، داعيًا للحفاظ على المؤسسات والأملاك، ومطالبًا العاملين بالعودة لمؤسساتهم.

أصدر وجهاء وأعيان ومشايخ منطقة القرداحة، الاثنين، بياناً عقب اجتماعهم في مبنى مجلس مدينة القرداحة، أعربوا فيه عن التزامهم الكامل بالنهج الوطني الجديد ودعمهم لسورية الحرة والمستقلة. مؤكدين تعاونهم المطلق مع الهيئة الوطنية وإدارة العمليات العسكرية لبناء سورية على أسس المحبة والتآلف بين جميع أبنائها.

ودعا المجتمعون في بيانهم إلى إزالة جميع التماثيل والصور من الساحات والأماكن العامة، ونزع السلاح وضمان الأمن. وأكدوا أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سورية واحترام التعددية الدينية والفكرية والثقافية. وطالب البيان بدخول وحدات شرطية إلى مدينة القرداحة من أجل تفعيل عمل المؤسسات الخدمية والأمنية وضمان تقديم الخدمات الأساسية للناس.

ورأى الدكتور بشار القصير، من أبناء اللاذقية، في حديثه لـ"العربي الجديد"؛ أن هذا البيان هو نقطة تحول تاريخية، ليس فقط في القرداحة التي تشكل رمزاً لآل الأسد والنظام السابق، بل في كل سورية، حيث يعكس موقفاً صريحاً ونوعياً لحقبة سابقة من التاريخ السوري والتزاماً بأهداف الثورة والتغيير. وأضاف القصير: "ما يجب التركيز عليه في هذا البيان هو انعكاس حالة الثقة والاطمئنان للأهالي بعد زمن طويل من الحرب سادها الخوف والرعب من المجهول ومن الطرف الآخر".

وبالتزامن مع البيان الصادر من وجهاء القرداحة، اجتمع ممثلون عن القيادة العسكرية مع الوجهاء والفعاليات الاجتماعية في مدينة طرطوس، الاثنين، بقيادة أحد قادة المجلس العسكري لقوات ردع العدوان، وخلص الاجتماع إلى توافق في وجهات النظر واتفاق على العمل معا من أجل إعادة الأمان للبلد والنهوض به للبناء والاستقرار.

ونقل أحد المجتمعين من أبناء طرطوس في حديث مسجل أهم ما دار في الاجتماع من طروحات وأفكار، مؤكداً أن المسؤول من القيادة العسكرية طالب الأهالي بالعمل من أجل عودة الحياة إلى سورية وإعمارها وازدهارها، مشيرا إلى أن هذا البلد يستحق العيش بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية، رافضا هجرة أبنائه وسفرهم. وأكد أن الوطن بحاجة لكل الخبرات وكل الشباب.

من جهة أخرى، أكد المسؤول العسكري أن لا عداوات مع أي عسكري سابق في نظام بشار الأسد، فكل ما حصل يتحمل مسؤوليته النظام السابق ولم يكن الجميع سوى ضحايا عند هذا النظام، مضيفاً أن القيادة العسكرية حضرت إلى طرطوس باسم كل السوريين ودون أي تفرقة بين مكونات المجتمع السوري، وستعمل مع جميع هذه المكونات لبناء سورية الحرة.

كما أشار القائد العسكري إلى ضرورة تحمل بعض الأعباء في هذه الفترة الانتقالية، مؤكدا ضرورة العمل للحفاظ على المؤسسات العامة والأملاك الخاصة، ومطالبا جميع العاملين في مؤسسات الدولة بالعودة إلى مؤسساتهم والحفاظ عليها. وأكد المجتمعون في طرطوس أن القيادة العسكرية لن تسمح بأن يحصل أي اعتداء على أي مواطن أو أن تُمتد يد على أرزاق الناس، وأن لا أحد يتحمل ذنب أفعال النظام السابق. 

وفي هذا الشأن، قال عماد الأسعد، لـ"العربي الجديد"، إن "الساعات القليلة الماضية كانت مفصلية في حياة أهالي الساحل ومن بينهم أهالي طرطوس، فمعظم الأهالي انتقلوا خلال ساعات بعد الصدمة بسقوط النظام من حالة الحرب والسلاح إلى حالة من الذعر والخوف بعد خيبة الامل التي مُنوا بها بهروب رأس النظام وعائلته والمسؤولين. ولعل هذا الانهيار المتسارع للنظام السابق ساهم إلى حد كبير في تقبل واستقبال القيادات العسكرية بالفرح والترحاب، وأملا من أهالي المحافظة التي قدمت أكبر عدد من الضحايا في هذه الحرب بالخلاص وحقن الدماء والعيش بأمان".

المساهمون