الزيارات العسكرية العربية إلى الجزائر: مؤشرات على الثقة السياسية والعلاقات الجيدة

01 مارس 2023
شهدت الجزائر في الأيام الأخيرة زيارات عدة لمسؤولين عرب وأجانب (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة سلسلة زيارات لقيادات عسكرية من دول عربية، من السعودية، وقطر، والإمارات، والسودان، لبحث أطر التعاون العسكري والتنسيق الأمني، وبحث القضايا المشتركة في هذا السياق، أو في إطار اجتماعات لجان التنسيق العسكري المشتركة التي تنظم مجالات التعاون بين الجزائر وهذه الدول العربية.

واستقبل قائد الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، الثلاثاء، مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع السعودية العميد الركن يوسف بن عبد الرحمن الطاسان، خلال اجتماع للجنة المختلطة الجزائرية-السعودية المكلفة بالتعاون العسكري، والتي خُصصت لبحث حالة التعاون العسكري بين البلدين، وتبادل التحاليل ووجهات النظر حول المسائل المشتركة.

وقبل ذلك بأيام كان رئيس أركان القوات المسلحة القطرية الفريق ركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت، قد زار الجزائر على رأس وفد عسكري هام، والتقى بقائد الجيش الجزائري وكبار المسؤولين العسكريين في البلاد، لبحث التعاون المشترك والتحديات الأمنية في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، وجرى خلال اللقاء الحديث عن ضرورة رفع التعاون العسكري بين الجزائر وقطر في نفس مستوى التقارب السياسي الكبير بين البلدين، وفقاً للحرص البالغ الذي يبديه كل من الرئيس عبد المجيد تبون وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي الفترة نفسها، استقبلت الجزائر الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية بوزارة الدفاع الإماراتية اللواء مبارك سعيد غافان الجابري، للمشاركة في اجتماع اللجنة المختلطة الجزائرية-الإماراتية المكلفة بالتعاون العسكري، حيث يرتبط البلدان بمشروع تعاون في مجال التصنيع العسكري للعربات والعربات المدرعة، عبر مصنع في الجزائر تشارك فيه شركة "مرسيدس بنز" الألمانية أيضاً.

وتبرز هذه الزيارات المتتالية للقيادات العسكرية العربية، الأهمية التي بات يحظى بها الجيش الجزائري، بفعل تطور جاهزيته في السنوات الأخيرة.

وقال المحلل السياسي المتابع للشؤون العسكرية عمار سيغة لـ"العربي الجديد"، إن "اللقاءات العسكرية العربية تبقى مؤشراً مهماً على وجود تواصل سياسي جيد بين الجزائر والدول العربية التي زارت قيادات جيوشها البلاد، لأن تطور العلاقات السياسية هو الذي يفتح دائماً باب التعاون في المجال العسكري والأمني، كما أن هذا التعاون يمثل دليلاً على الثقة القائمة بين الجزائر وهذه الدول، وهذا أمر إيجابي يمكن أن يؤسس لمجالات تعاون متعددة".

ولفت إلى أن "هذه الزيارات المتتالية للقيادات العسكرية العربية، تؤشر أيضاً إلى رغبة هذه الدول في مزيد من التعاون في المجال العسكري مع الجزائر، سواء في مجال تكوين الإطارات العسكرية العربية في أكاديميات التدريب الجزائرية، أو تنسيق المواقف إزاء بعض المسائل الأمنية والعسكرية في المنطقة".

وزار الجزائر قبل فترة رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين على رأس وفد عسكري هام، وتم خلال الزيارة تنسيق الجهود حول الوضع الراهن في المنطقة الإقليمية، ورفع التحديات الأمنية المشتركة، خاصة في ما يتعلق بالتداعيات الأمنية المرتبطة بالأزمة الليبية، وتدفق السلاح والمرتزقة على ليبيا، حيث تُعدّ كل من الجزائر والسودان من بلدان جوار ليبيا.

وأعلن الفريق محمد عثمان الحسين رغبة القوات المسلحة السودانية في "بعث نشاطات التعاون البيني مع الجزائر، بما يكفل الاستجابة لمتطلبات الوضع الراهن في المنطقة الإقليمية، ورفع التحديات الأمنية المشتركة التي نواجهها".

وتضاف سلسلة زيارات المسؤولين العسكريين العرب إلى الجزائر، إلى سلسلة زيارات مماثلة لعسكريين غربيين وروس، على غرار زيارة رئس مجلس الأمن لفدرالية روسيا نيكولاي باتروشيف الإثنين، والتي تزامنت مع زيارة وزير الدولة المكلف بالقوات المسلحة البريطانية جايمس ستيفان هيبي، وسبقتها قبل أيام زيارة لقائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الفريق أول مايكل لانغلي، ورئيس مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، وترافقه المساعدة الرئيسية لنائبة كاتب الدولة الأميركي للشؤون الخارجية يائيل لومبرت.

المساهمون