الراعي يحذر من مخطط يُرسَم للبنان... وانزعاج فرنسي من دياب

07 يوليو 2021
التقى الراعي الرئيس عون اليوم (تويتر)
+ الخط -

تحوّل التحذير من "مخططٍ" يُرسَم للبنان إلى مادةٍ دسمةٍ مُضافة إلى خطابات ومواقف رجال السياسة، كما المرجعيات الدينية، من دون أن تقابل ذلك إجراءات عملية ميدانية من شأنها إبعاد الكأس المرّ الذي ينبّهون منه عن الداخل اللبناني.

وكرّر البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد لقائه الرئيس ميشال عون اليوم الأربعاء في قصر بعبدا الجمهوري، إشارته إلى مخططٍ يستهدف لبنان، وقال: "أنا لا أتعجّب من أن يكون هناك مثل هكذا مخطط، وعلينا بالتالي أن نتحصّن منعاً للحؤول دون أن يتحقق".

وأضاف، "صحيحٌ أنها حرب الآخرين على أرضنا، لكن هذا لا يعني أن نقف متفرجين عليها، نحن علينا أن نعرفَ كيف نحافظ على أنفسنا وعلى وحدتنا الداخلية، وعلينا أن نتفاهم ونتصالح ونتكاتف، فالبلد لا ينهض وكل واحد منا في مكانٍ".

وأطلع البطريرك الراعي الرئيس عون على نتائج اللقاء الذي عقد في الفاتيكان بدعوة من البابا فرنسيس في "يوم تأمل وصلاة من أجل لبنان"، كما توجه إلى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بأن "يعجل بأسرع ما يمكن في تأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية وفق روح الدستور، لأن كل يوم تأخير يغرق السفينة أكثر فأكثر، ونحن نقع ضحية التأخير".

كذلك، عقد الرئيس عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، اليوم، اجتماعاً خصِّصَ لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن مسألتي المحروقات والدواء، إضافة إلى مواضيع معيشية أخرى، وتقرّر، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية، "عقد اجتماعات لاحقة خلال الأيام المقبلة لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال عملية التنفيذ".

ولم تؤدِّ كل التدابير والإجراءات التي اتخذت، خصوصاً على صعيد أزمة المحروقات، إلى أي نتيجة، لا بل على العكس تزداد طوابير الذل "طولاً" يومياً أمام محطات الوقود، وترتفع معها الأحداث الأمنية والإشكالات، في حين أن السلطات في لبنان تستمرّ في تجاهل جوهر الأزمة، وهو التهريب، لا بل تتهم بأنها تؤمن "الممرّ" لذلك.

وفي سياقٍ آخر، لا تزال ترددات كلمة دياب، أمس الثلاثاء، تتفاعل، في ظلّ غضبٍ كبير من طريقة تعاطي رئيس حكومة تصريف الأعمال المستنكف عن عقد جلسات حكومية مع الأزمة، واستخدامه خطابا استعلائيا عالي النبرة أمام السفراء يهدد فيه الدول بورقة اللاجئين، ويطلب منهم رفع الحصار الخارجي، علماً أن الكثير من الدول ترفض تقديم أي دعم مالي نقدي للسلطة قبل تشكيل حكومة تبدأ بتنفيذ البرنامج الإصلاحي المطلوب، وهو ما يستنكره أيضاً دياب، ويريد أن يحصل على الدعم بلا أي شرط أو إصلاح.

وعمّمت السفارة الفرنسية في بيروت، اليوم، مقطع فيديو من مداخلة السفيرة آن غريو، التي ردّت على كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، خلال لقائه أمس الثلاثاء عدداً من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية.

ووضعت مداخلة غريو في دائرة "توبيخ دياب" والنخبة السياسية في لبنان، واعترض عليها البعض وطالب باستدعائها ومحاسبتها باعتبار أنها تخطت أصول التخاطب. وعبّرت السفيرة الفرنسية عن رفضها المطلق لحديث دياب عن الحصار الخارجي وربطه بالأزمة، مشددة على أن المسؤولين اللبنانيين هم الذين أوصلوا البلاد إلى الوضع الراهن، والإفقار الذي يعود إلى سوء الإدارة والتقاعس منذ عقودٍ.

كما عدّدت المساعدات التي قدّمتها فرنسا والدول الأخرى الممثلة عبر سفرائها في اللقاء مباشرة للشعب اللبناني، مؤكدةً أن "الاجتماع حزين جداً وفي غير مكانه، باعتبار أن الجميع سارع لتقديم المساعدة من دون انتظار أي نداء، ومنه نداء دياب".

ولم تنسَ السفيرة الفرنسية التوقف عند "اعتكاف دياب"، واعتبرت أنه كان يمكن للحكومة بوزرائها، حتى لو كانت في فترة تصريف الأعمال، أن تتخذ القرارات اللازمة، خصوصاً على صعيد تفعيل قرض البنك الدولي.

وفي السياق، يقول مصدر دبلوماسي فرنسي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرنسا، كما دول العالم، تسارع دائماً إلى مساعدة اللبنانيين، وهي مستمرّة في ذلك، لكن من المستحيل أن تقدم باريس أي دعم مالي نقدي للطبقة السياسية في لبنان مهما بلغت الأزمة حدّةً، لأنها على يقين بأنه من دون إصلاحات ومكافحة للهدر والفساد، فإن الأموال ستستقرّ في جيوب السياسيين، من هنا بدأت أصلاً بفرض قيودٍ على شخصيات لبنانية متهمة بالفساد أو التعطيل الحكومي، فكيف لها في المقابل أن تقدم لهم المال؟"، يسأل المصدر من دون أن يخفي انزعاجه من كلمة دياب الأخيرة.

ويصل اليوم إلى بيروت منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، بحسب ما أعلنت السفارة الفرنسية في بيروت، في زيارة "تهدف إلى متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حضّ وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الاحتياجات، من أجل مؤتمر الدعم الثالث الذي سيخصص للشعب اللبناني وسينظم قريباً".

المساهمون