الرئيس الفرنسي يقر بوجود خلافات مع الجزائر: "فتور جديد"

19 ابريل 2021
طفت الخلافات على السطح في عدّة ملفات (Getty)
+ الخط -

أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوجود ما وصفه بـ"الفتور الجديد" في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وأنه أدى إلى الإلغاء المفاجئ لزيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الحكومة الفرنسية جون كاستيكس إلى الجزائر في 11 أبريل/نيسان الماضي، دون توضيح أسباب ذلك على وجه التحديد.

وقال الرئيس الفرنسي في حوار نشرته صحيفة "لوفيغارو"، اليوم، إن "العلاقات الجزائرية-الفرنسية معقدة، وهي تشهد فتورا جديدا في الفترة الأخيرة مع إلغاء زيارة الوفد الفرنسي إلى الجزائر بطلب منها"، ما يعطي للأزمة السياسية المتصاعدة بين البلدين تأكيدا رسميا، بعدما ظل الحديث عن خلافات سياسية محل صمت لدى مسؤولي البلدين.    

 وفي هذا السياق لم يفت الرئيس ماكرون التعبير عن استيائه من تصريح أدلى به وزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب، ووصف فيه فرنسا بـ"العدوة التقليدية"، وقال إن هذا التصريح "غير مقبول طبعا". لكن ماكرون يعتقد أن "وراء الموضوع الفرنسي الجزائري يوجد أولا موضوع فرنسي فرنسي"، في إشارة منه وجود لوبيات فرنسية تعمل على تقويض كل محاولات ترميم العلاقات الجزائرية الفرنسية، وهو ما تردده الحكومة الجزائرية نفسها. 

 ولم يعط الرئيس الفرنسي تفسيرات محددة للفتور الجديد للعلاقات مع الجزائر، لكن الظاهر أن ملف احتضان باريس لناشطين معارضين للسلطة في الجزائر، ورفضها تسليم مطلوبين لديها، بينهم قائد الدرك السابق غالي بلقصير، إضافة إلى إعلان الجزائر، عبر مستشار الرئيس المكلف بملف الذاكرة عبدي المجيد شيخي، عدم وجود نوايا جدية لدى باريس لمعالجة عادلة لملف الذاكرة، ومواقف باريس المنحازة للطرح المغربي في قضية النزاع في صحراء، خاصة بعد قرار حزب الرئيس ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" فتح مكتب له في مدينة الداخلة في إقليم الصحراء- كلها عوامل توفر مناخا للخلافات السياسية.  

واعتبر ماكرون أن هناك رغبة مشتركة في مصالحة الذاكرة بين الفرنسيين والجزائريين، خاصة مع الرئيس عبد المجيد تبون "على الرغم من بعض الرفض في الجزائر"، مضيفا أنه "يؤمن بسياسة الاعتراف التي تجعلهم أقوى وأنه ليس بصدد التوبة والإنكار"، مضيفا: "في الأساس، لم نصالح بين الذكريات الممزقة ولم نبن خطابا وطنيا متجانسا، الذاكرة الممزقة هي ذاكرة الأقدام السود (المعمرون الذين ولدوا في الجزائر)، وذاكرة الحركى (جزائريون عملاء لفرنسا)، والمجندون الذين جرى استدعاؤهم للقتال في الجزائر والعسكريون الفرنسيون". 

وكانت الحكومة الجزائرية قد وجهت تحذيرات غير مباشرة للسفير الفرنسي في الجزائر فرانسوا غويات، بشأن تحركات سياسية يقوم بها في الجزائر، ما دفعه لإصدار نفي عن أي تدخلات له في الشؤون الداخلية للجزائر، كما يتضح غياب الزيارات المتبادلة لوزراء الخارجية منذ أشهر، ما عدا زيارة خاطفة لقائد الجيوش الفرنسية فرانسوا لاكوانترا قبل أسبوعين، واجه فيها مطالبة مفاجئة من قائد الجيش الجزائري السعيد شنقريحة بالخرائط الطوبوغرافية للتفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، كما تجدر الإشارة إلى أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ما زال معلقًا منذ عام 2017، وقد كان يعقد كل سنة قبل هذا التاريخ.  

المساهمون