على إثر فشل البرلمان العراقي، بعقد جلسة اختيار رئيس الجمهورية، والتي لم يكتمل نصابها في جلسة اليوم السبت، حذّر الرئيس العراقي برهم صالح، من حالة "الانسداد السياسي"، داعياً إلى "حوار جاد وفاعل" للخروج من الأزمة الراهنة، فيما أبدى تحالف "الإطار التنسيقي" تمسّكه بمبدأ "التوافق السياسي" للخروج من الأزمة، وهو ما يرفضه التيار الصدري الذي يريد تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".
وأجّلت رئاسة البرلمان العراقي، جلسة اختيار الرئيس إلى الأربعاء المقبل، بعد أن فشل تحالف "إنقاذ وطن"، الذي يضم التيار الصدري والحزب "الديمقراطي الكردستاني" و"تحالف السيادة"، بالتحشيد لتحقيق نصابها، والذي يجب أن يكون ثلثي أعداد النواب، أي 220 نائباً من أصل 329 وفقاً لقرار المحكمة الاتحادية العليا.
الرئيس صالح عقب الجلسة، حذّر، في بيان له، من "انعدام التفاهمات الوطنية وعدم انعقاد جلسة مجلس النواب لاستكمال الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المحددة"، معتبراً ذلك "أمراً مؤسفاً ومثيراً للقلق، بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة"، مشدداً على أنّ "استمرار حالة الانسداد السياسي وسط التحديات الجسام التي تواجه البلد بات أمراً غير مقبول".
وأضاف أنّ "إجراء الانتخابات المبكرة لم يكن هدفا بحد ذاته، بل وسيلة للإصلاح وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي وتحسين الأوضاع العامة في البلد، والاستجابة لمطالب العراقيين، وأن مجلس النواب الجديد المنبثق عن الانتخابات، يقع على عاتقه مسؤولية استثنائية كونه جاء بعد حراك شعبي وإجماع وطني واسع يطالب بتصحيح المسارات، وإنهاء الأزمات السياسية المستحكمة في البلد لا تكريسها".
وأشار إلى أنّ "القوى السياسية اليوم أمام اختبار وطني حاسم، وأن الظروف العصيبة التي مرّت بالبلد والظرف الدقيق الراهن يفرض على الجميع مسؤولية تاريخية وعملاً استثنائياً في الخروج من الأزمة الراهنة، بروح الوطنية والتكاتف، والشروع في تلبية الاستحقاقات الوطنية بتشكيل حكومة مقتدرة فاعلة تحمي مصالح البلد، وتعزز سيادته واستقلاله، وتعمل على تلبية تطلعات العراقيين".
ودعا صالح جميع الأطراف السياسية العراقية إلى "حوار جاد وفاعل للخروج من الأزمة الراهنة بلا تهاون أو تأخير، وتغليب مصالح العراق والعراقيين والأخذ في الاعتبار الظروف الإقليمية والمتغيرات الدولية والتحديات الداخلية الماثلة أمامنا، وخصوصا الأوضاع الاقتصادية الخطيرة، والتي تستدعي حرصاً على تمتين الجبهة الداخلية في سبيل الخروج من الأزمة الراهنة وبما يلبي طموحات المواطنين، الذين ينتظرون بترقب ونفاذ صبر تشكيل سلطات معبرة عن إرادتهم وتطلعاتهم في العيش الكريم الحر".
"الإطار التنسيقي" يعلن تمسّكه بالتوافق
من جهته، أبدى تحالف "الإطار التنسيقي"، تمسّكه بمبدأ التفاهم والتوافق المسبق للخروج من الأزمة، وقال النائب عن "الإطار"، أحمد الأسدي، في تغريدة له، "كان المشهد جميلاً جداً هذا اليوم، حيث كان كل منا (الإطار التنسيقي وتحالف إنقاذ وطن) يعمل لحشد أكبر عدد مناصر له من النواب، دون أن يؤثر ذلك على أصل الود والحوار".
واعتبر ذلك "ممارسة ديمقراطية ستؤتي أكلها بعد حين، الجميع أمام مسؤولية حفظ حقوق جماهيره، والإسراع في رسم تفاهمات جامعة تتناسب مع صعوبة المرحلة وضرورة التصدي للأزمات".
في مقابل ذلك، أكد مصدر سياسي مطلع، أن تحالف "إنقاذ وطن"، اتفق على استمرار التحشيد لجلسة الأربعاء المقبل، وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف عقد اجتماعاً مساء اليوم، وبحث تداعيات الجلسة، وأكد أنه سيواصل التحشيد لإكمال نصاب جلسة الأربعاء".
وأكد أنّ "الإطار التنسيقي يريد الضغط مجدداً على التيار الصدري للتوافق بشأن التوجه نحو توافقات جديدة، إلا أنّ زعيم التيار الصدري أكد أنه لن يتنازل عن شرطه بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وأنه لن يذهب باتجاه حكومة توافقية كما يريدها الإطار".
وكان زعيم تحالف "الإطار التنسيقي" نوري المالكي، قد عدّ في وقت سابق اليوم، أنّ كسر النصاب القانوني لجلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية "انتصاراً" للثلث المعطل.