"وول ستريت جورنال": الرئيس الصيني وجه رسالة إلى بايدن بخصوص تايوان قبل زيارة بيلوسي

12 اغسطس 2022
تزداد الخشية من أن نهج بكين قد يبشر بمرحلة جديدة من الضغط على تايوان (أسوشييتد برس)
+ الخط -

قبل أربعة أيام من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان؛ اتصل الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس الأميركي بايدن، محاولاً نقل رسالة مفادها: "الآن ليس الوقت المناسب لأزمة".

ووفقاً لأشخاص مقربين من دائرة صنع القرار في الصين؛ تنقل عنهم صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير، الجمعة، فإنّ شي كان محبطاً لأنّ شهوراً من الجهود الدبلوماسية فشلت في إيقاف رحلة بيلوسي المخطط لها.

وفي مكالمة في 28 يوليو/ تموز، حذّر شي بايدن من "عواقب غير محددة"، إذا ذهبت بيلوسي إلى تايبيه، بحسب المصادر، لكنه أشار في المكالمة نفسها إلى أنه لا ينوي خوض حرب مع الولايات المتحدة، وقال إنّ كلا الجانبين بحاجة إلى "الحفاظ على السلام والأمن".

وتنقل الصحيفة عن مسؤولي إدارة بايدن أنهم أوضحوا لبكين أن واشنطن ملتزمة بسياسة "صين واحدة"، لكن للمشرعين الحق في زيارة تايوان.

وبعد مغادرة بيلوسي تايوان، ردت الصين بمناورات عسكرية واسعة النطاق على مدار أيام، وفرضت حصاراً مؤقتاً على تايوان، وأوقفت التعاون مع واشنطن بشأن المناخ وبعض القضايا الأخرى، وجمّدت بعض الاتصالات العسكرية.

وبحسب ما تنقل "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، فإنّ قادة الصين سعوا إلى ضبط ردهم ليكون قوياً، ولكن دون أن يثير رد فعل تصعيدياً من قبل واشنطن وحلفائها، حيث يسعى شي إلى ضمان الاستقرار قبل اجتماع الحزب الشيوعي الصيني، الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا العام، ومن المتوقع أن يتم فيه تجديد اختياره رئيساً للبلاد لمدة خمس سنوات أخرى.

ورغم محاولة الصين ضبط ردها، فإنّ تصرفاتها أدت إلى زيادة توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، كما أنها أثارت مخاوف أمنية بين حلفائها، بحسب "وول ستريت جورنال"، إذ تخشى دول عدة في آسيا وأوروبا من أنّ نهج بكين قد يبشر ببداية مرحلة جديدة من الضغط المباشر على تايوان.

ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن مكالمة بايدن قبل زيارة بيلوسي كانت خطوة "محفوفة بالمخاطر السياسية" بالنسبة شي، الذي يتوق إلى إظهار قوته في مواجهة الاستياء المتزايد داخل الصين، نتيجة التدابير الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا وسياسات أخرى. ولكن في نهاية المطاف قرر شي التحدث إلى بايدن، في محاولة لتقليل مخاطر الصراع مع الولايات المتحدة.

وكان المسؤولون الصينيون قد حذروا واشنطن من زيارة بيلوسي إلى تايوان منذ إبريل/ نيسان، عندما كشفت تقارير إعلامية عن خطط سفرها، وقد اضطرت بيلوسي إلى تأجيل الزيارة بعد إصابتها بفيروس كورونا.

وتشعر بكين بالقلق من أن زيارة بيلوسي يمكن أن تؤدي إلى "تأثير الدومينو" لساسة العالم الآخرين، الذين قد يتخذون خطوات مشابهة ويسافرون إلى تايبيه، مما يعزز مكانتها الدولية، الأمر الذي يحتمل أن يشجعها على إعلان الاستقلال، وفق مصادر "وول ستريت جورنال".

وعلى الرغم من أنّ هدف بكين المعلن منذ فترة طويلة، هو إخضاع تايوان لحكمها؛ فإنّ تركيزها في الوقت الحالي ينحصر على منع الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي من التحرك نحو الاستقلال الرسمي.

Image
جيشا الصين وتايوان على وقع نذر الحرب: لا مجال للمقارنة

ويتوقع بعض محللي السياسة الخارجية أن يصبح شي أكثر جرأة في مواجهة الولايات المتحدة والضغط على تايوان في ولايته المقبلة.

وتنقل "وول ستريت جورنال" عن يون سون، مدير برنامج الصين في مركز "ستيمسون" للأبحاث بواشنطن، قوله: "الأولوية القصوى لشي الآن هي الاستقرار"، مضيفاً: "لقد أظهرت بكين حتى الآن قدراً كبيراً من ضبط النفس، لكن هذا تكتيك قصير المدى يهدف إلى منع العلاقات مع الولايات المتحدة من الخروج عن السيطرة".