أصرّ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجمعة على اتّهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعيّة" بحقّ الفلسطينيّين في غزّة، بعدما أثار في الآونة الأخيرة أزمة دبلوماسيّة بسبب مُقارنته الحرب الإسرائيلية بـ"المحرقة اليهوديّة".
وقال لولا خلال فعاليّة في ريو دي جانيرو إنّ "ما تفعله دولة إسرائيل ليس حرباً، إنّها إبادة جماعيّة، لأنّها تقتل نساءً وأطفالاً".
وكانت إسرائيل قد أعلنت الاثنين أنّ لولا "شخص غير مرغوب فيه" بعد إدلائه بتصريحات مماثلة. وهذا أوّل ردّ فعل للزعيم البرازيلي عقب الهجوم والغضب الإسرائيلي على تصريحاته السابقة. وقد تمسّك لولا بموقفه، مشدداً مراراً على مصطلح "الإبادة الجماعيّة".
وقال لولا: "هذه إبادة جماعيّة. ثمّة آلاف من الأطفال القتلى، وآلاف من المفقودين. ليس الجنود هم الذين يموتون، بل نساء وأطفال في المستشفى. إذا لم تكُن هذه إبادة جماعيّة، فأنا لا أعرف ما هي الإبادة الجماعيّة".
واستدعت البرازيل الاثنين الماضي، سفيرها في تل أبيب رداً على قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتوبيخه على خلفية تصريحات لولا دا سيلفا، وقررت استدعاء السفير الإسرائيلي لديها للتوبيخ.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد قال في 19 فبراير/ شباط إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس البرازيلي "تشكل تحقيرًا لذكرى المحرقة النازية ومحاولة للمساس بالشعب اليهودي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، على حدّ زعمه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشنّ إسرائيل، التي تخضع لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 29 ألفاً و514 شهيداً، و69 ألفاً و616 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
(فرانس برس، العربي الجديد)