الرئيس الإيراني يتحدث عن صيغة للتفاوض خارج الاتفاق النووي

21 يونيو 2023
آمال إحياء الاتفاق النووي أصبحت بعيدة (ياميل لايج/فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مساء الثلاثاء، في لقاء تلفزيوني إن "الأطراف الأخرى قالت إننا نريد متابعة المسألة (النووي) عبر طريق غير الاتفاق النووي"، في إشارة منه إلى صيغة بديلة للتفاوض، كاشفاً عن الكواليس التي سبقت إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.

وتطرق رئيسي، في حوار تلفزيوني محلي هو التاسع منذ توليه الرئاسة قبل عامين، إلى ملفات داخلية وخارجية متعددة، منها الأزمة الاقتصادية الداخلية، والاتفاق مع السعودية، وإحياء العلاقات مع مصر، والمفاوضات المتعثرة الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.

ويشي تصريح للرئيس الإيراني بأن الاتفاق النووي الموقع عام 2015، قبل انسحاب واشنطن منه بعد ذلك بثلاث سنوات، لم يعد مطروحاً على طاولة الولايات المتحدة الأميركية والغرب لمعالجة الملف النووي الإيراني. وتعكس ذلك أيضاً المواقف الأميركية خلال الفترة الأخيرة بأن الاتفاق النووي لم يعد على أجندتها، وهو ما أكده البيان الصادر عن قمة مجموعة العشرين في اليابان خلال الشهر الماضي، إذ جاء فيه أن الدبلوماسية تمثل أفضل خيار للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي يشكل "مرجعاً مفيداً" في هذا الصدد.

وأكد الرئيس الإيراني: "لم نوقف المفاوضات، ونحن ملتزمون بها، لكننا لن نتوسل لأحد"، مضيفاً أن حكومته لن تربط، كالحكومة السابقة، اقتصاد البلاد بهذه المفاوضات والاتفاق النووي، وأن ذلك يشكل أحد ملفات السياسة الخارجية لحكومته وليس كلها.

وقال إن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "أكدت مراراً أن أنشطتنا النووية سلمية"، مشيراً إلى أن إيران ستتابع رفع العقوبات عبر المفاوضات، لكنها "ستعمل أيضاً على إفشال مفاعيلها".

وربط وصول المفاوضات النووية إلى نتيجة بتبني الأطراف الأخرى "سلوكاً عادلاً"، مضيفاً أن هذه "الأطراف أعلنت أنها تريد متابعة المسألة عبر طريق آخر غير الاتفاق النووي".

كواليس الاتفاق مع السعودية

وبخصوص الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع السعودية في العاشر من مارس/ آذار الماضي في بكين لاستئناف العلاقات، قال الرئيس الإيراني إنه خلال زيارته إلى الصين مطلع العام الجاري، أخبره الرئيس الصيني شي جين بينغ أن القادة السعوديين أبلغوه خلال زيارته إلى الرياض في ديسمبر/ كانون الأول الماضي استعدادهم لاستئناف العلاقات مع إيران.

وتابع أن الرئيس الصيني قال: "هل يمكنني أن أتوسط بينكم وبين السعودية؟ فقلت له لا توجد أي مشكلة لدينا"، مشيراً إلى أنه بعد عودته إلى طهران تلقى اتصالاً من نظيره الصيني طلب منه إيفاد مندوب إلى الصين للحوار مع مندوب سعودي.

وأضاف أنه بعدما علم من شي جين بينغ أن السعودية سترسل مستشارها للأمن القومي مساعد بن محمد العيبان، قرر أن يرسل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى بكين.

وتابع "لم نعتبر السعودية في أي وقت عدواً لنا واليوم أيضاً هي ليست عدوناً، فعدونا الرئيسي هو الكيان الصهيوني"، عازياً المشاكل التي كانت تحدث بين طهران والرياض إلى تأثر الأخيرة بـ"إملاءات أميركية".

وعن تطورات العلاقات مع مصر، قال رئيسي إن سلطان عمان هيثم بن طارق، خلال لقائه أواخر الشهر الماضي في طهران مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، نقل رغبة النظام المصري لاستئناف العلاقات مع إيران، مضيفاً: "نحن رحبنا بذلك".

وأكد الرئيس الإيراني أن "أي دولة تريد التعاون معنا سنشد على أياديها".

انتقاد أداء الحكومة السابقة

على الصعيد الداخلي، انتقد رئيسي، الذي يواجه انتقادات داخلية لسجل حكومته الاقتصادية وتضخم الأسعار المستمر، أداء الحكومة السابقة. وقال إنه ورث منها خزينة فارغة وعجزاً كبيراً في الموازنة ونمواً اقتصادياً سلبياً، مضيفاً أن الاقتصاد سجل نمواً بنسبة 4 في المائة خلال العام الماضي.

وكشف أن بلاده تصدر اليوم أكثر من مليون برميل من النفط يومياً، وتحصل على عائداتها.

وحمّل الرئيس الإيراني، ثلاثية الحكومة السابقة (حكومة حسن روحاني)، و"الأعداء"، والاحتجاجات الأخيرة التي وصفها بأنها "أعمال شغب"، مسؤولية الأزمة الاقتصادية في إيران، مشيداً بسجل حكومته في السياستين الداخلية والخارجية.

وكانت إيران قد شهدت احتجاجات واسعة لقرابة 3 أشهر بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب، بتهمة عدم التقيد بقواعد الحجاب.

وعزا رئيسي تلك الاحتجاجات إلى "مؤامرة"، دبرها من وصفهم بـ"أعداء" إيران، لمنعها من مواصلة "التقدم"، مضيفاً أنه بعد اندلاعها "حاولت الأطراف تحقيق مطالبها، من خلال أعمال الشغب والتي عجزت عنها في المفاوضات".

وفي السياق، قال "إنهم اليوم يرسلون رسائل تظهر أنهم نادمون"، على حد تعبيره، دون أن يكشف من يقصد على وجه التحديد.