قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، إن "العدو يسعى إلى تكرار تجربته في ليبيا وسورية في بلادنا، لكنه لم يحصل سوى على الفشل"، مدعيا أن "الأمن التام مستتب في كل المدن الإيرانية".
وتعيش إيران على وقع الاحتجاجات منذ سبعة أسابيع في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، أثناء احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي
وبخصوص تلك الاحتجاجات، قال رئيسي في كلمة له بمناسبة إحدى الفعاليات الطلابية أوردتها وكالة الأنباء الرسمية "إرنا": "الأميركيون وأعداؤنا حاولوا جعل البلاد غير آمنة من خلال تطبيق نماذج أفعالهم في ليبيا وسورية، لكنهم فشلوا".
واعتبر أن "أعمال الشغب ومحاولات تعطيل البلاد تختلف عن الاحتجاجات، ويجب التصدي لأعمال الشغب وأولئك الذين يعرضون أمن البلاد للخطر".
المزاعم ذاتها كررها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إذ قال إن "أميركا سعت وراء تغيير نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى أربعين عاماً".
وأضاف في تصريحات للصحافيين، أوردتها "إرنا"، أن الأميركيين "حاولوا تنفيذ الخطة باء خلال الأيام الأربعين الماضية في إيران"، في إشارة منه للاحتجاجات.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، أول من أمس الخميس، بـ"تحرير" إيران، مشيراً إلى أن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريباً في تحرير أنفسهم.
إلا أن البيت الأبيض أوضح في وقت لاحق أن الرئيس الأميركي كان يعبر عن تضامنه مع المحتجين في إيران من خلال القول أمام حشد من أنصاره "سنحرر إيران".
وقال بايدن خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، بينما تجمّع العشرات في الخارج حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين: "لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً".
ولم يسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدّد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها، خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييغو.
ورد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الجمعة، على كلام بايدن، وقال، في كلمة أمام حشد من الإيرانيين بذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران: "أقول لبايدن إنه تم تحرير إيران قبل 43 عاماً".
وعاد أمير عبد اللهيان مجدداً اليوم لتصريحات بايدن قائلا: "تلقى السيد بايدن، يوم أمس الجمعة، إجابته في كلمة ألقاها رئيس الجمهورية"، مضيفاً: "قام المسؤولون الأميركيون على الفور بتصحيح تصريحات بايدن غير المدروسة، وأبلغونا عبر القنوات الدبلوماسية أن أميركا ليس لديها مثل هذا الموقف".
ومع ذلك، أضاف: "نعلم نية البيت الأبيض منذ 43 عاما المتمثلة في السعي وراء تغيير نظام الجمهورية الإسلامية".
وتابع قائلا: "أبلغنا مرارا الأميركيين بصراحة خلال المفاوضات النووية أن هذا السلوك لا يتسم بالإخلاص ولا يهدف إلى معالجة المشاكل، بل إنكم تعملون دوما على تحقيق أهداف خفية في المنطقة خدمة لمصالحكم ولا تهمكم شعوب المنطقة".
ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي تعتزم توسيع العقوبات على إيران
في الأثناء، أفادت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، من دون أن تكشف عن مصادرها، بأن برلين وثماني دول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي تعتزم توسيع العقوبات المفروضة على إيران، لتشمل الأفراد والمنظمات المرتبطة بممارسة العنف ضد المتظاهرين في الجمهورية الإسلامية.
وذكرت المجلة أنه تم تقديم حزمة تضم 31 اقتراحا في بروكسل يوم الأربعاء، تستهدف أفرادا ومؤسسات تابعة لقطاع الأمن وكذلك الشركات المسؤولة عن القمع في إيران.
وقالت المجلة إن الإجراءات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر، مضيفة أن فرصة موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة في اجتماعهم المقبل في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني كبيرة.
ولم تدل الحكومة الألمانية بأي تعليق حتى الآن.
وتوترت العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والغرب بشكل متزايد مع مواصلة الإيرانيين الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأمس الجمعة، انتقد وزراء دول مجموعة السبع، في ختام اجتماعات استمرت يومين، "نشاطات طهران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وما حوله"، مثل نقل الأسلحة، بما في ذلك مسيّرات، "إلى جهات حكومية وغير حكومية".
وتابعوا: "عملية نشر الأسلحة هذه تزعزع استقرار المنطقة وتصعّد التوترات المتصاعدة أصلا".
اعترف وزير الخارجية الإيراني، اليوم السبت، للمرة الأولى، بأن بلاده زودت روسيا بطائرات مسيّرة، وأصر على أن ذلك جاء قبل حرب موسكو على أوكرانيا التي شهدت قصف كييف بطائرات مسيرة إيرانية الصنع.
وجاءت تصريحات الوزير بعد أشهر من الرسائل المربكة القادمة من إيران بشأن إرسال تلك الأسلحة، إذ تنشر روسيا الطائرات المسيرة لضرب البنية التحتية للطاقة والأهداف المدنية في أوكرانيا.
ورداً على ذلك، كتب الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على "فيسبوك": "على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها روسيا".