الرئاسي الليبي يستعد لطرح مقترح "إزاحة المواعيد" للخروج من أزمة تأجيل الانتخابات

21 ديسمبر 2021
السائح: من أصدر أمر التنفيذ هو مَن يُصدر أمر إيقاف الانتخابات (فيسبوك)
+ الخط -

أفادت مصادر ليبية مطلعة بأن المجلس الرئاسي بدأ بإجراء اتصالات مع الأطراف الليبية، من أجل طرح مقترح لـ"إزاحة" مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعدة أشهر، تفادياً لحدوث فراغ في السلطة ولإنقاذ العملية الانتخابية من الانهيار.

وأشارت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد" إلى أن المقترح سيكفل حالاً من التوازن بين مؤسسات البلاد المعنية بالانتخابات للمضي بالعملية الانتخابية، ولا سيما السجال بين مجلس النواب والمفوضية العليا للانتخابات بشأن مسؤولية أي منها عن الإعلان عن تأجيل الانتخابات، في الوقت الذي لم يعد يفصل الانتخابات عن موعدها المفترض إجراؤها فيه سوى ثلاثة أيام.

وأوضحت المصادر أن المواعيد الجديدة للانتخابات سيطرحها المجلس الرئاسي في "صيغة مقترح إزاحة" لمواعيد العملية الانتخابية، كمبادرة يتم إقرارها من الأطراف جميعها، وأن المقترح سيستند إلى الفترة الزمنية للمرحلة التمهيدية للانتخابات، والتي حددتها خريطة الطريق بـ18 شهراً، وتستمر إلى يونيو/حزيران المقبل.

وفي وقت أشار فيه أحد المصادر إلى عزم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الرجوع إلى عمله على رأس الحكومة؛ ذكر أن استناد المقترح إلى استمرار عمر الفترة الزمنية سيتيح الخروج من مأزق فراغ السلطة بعد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول، واستمرار المجلس الرئاسي وحكومته في السلطة حتى مواعيد الانتخابات الجديدة.

وفيما أكد عدد من النواب، في تصريحات مختلفة خلال الساعات الماضية، مسؤولية مفوضية الانتخابات عن الإعلان عن تأجيل الانتخابات، كونها من ضمن مهامها الأصلية في إدارة العملية الانتخابية؛ قال رئيس المفوضية عماد السائح إن المفوضية "ليس لديها أي مُشكلة فنية" في إجراء الانتخابات بموعدها المحدد.

وأضاف السائح، لوكالة "الأناضول"، أمس الأحد، أن "من أصدر أمر التنفيذ هو مَن يُصدر أمر الإيقاف، وهو من يقرر يوم الاقتراع، فما بالك بقرار التأجيل"، في إشارة واضحة إلى مجلس النواب من دون أن يسميه.

السفير الأميركي: العقوبات ستطاول كل من يهدد باستخدام العنف لعرقلة الانتخابات

وفي سياق متصل، أكد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن هناك عددا من السيناريوهات المقترحة بشأن تأجيل الانتخابات، معتبراً أنه "ليست كلها مثالية، ولكن قد يتم العمل عليها"، مؤكداً أن قرار التأجيل "يرجع لليبيين، ونحن نرى أن الشعب يستحق أن تكون له حكومة موحدة".

وجاء تصريح نورلاند بعد انتهائه من زيارة أجراها يوم الإثنين إلى العاصمة طرابلس للقاء عدد من مسؤوليها، بمن فيهم رئيس مفوضية الانتخابات عماد السائح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

وأكد نورلاند أن العملية الانتخابية تعترضها عقبات "تتعلق بالجانبين القانوني والسياسي، ومنها ما يخص قائمة المرشحين للرئاسة"، مضيفاً: "تلك العقبات تحتاج إلى قرار وطني على مستوى سياسي وإرادة سياسية ليبية".

كما جدد السفير الأميركي لدى ليبيا دعم حكومته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والمستشارة الأممية ستيفاني وليامز، في أداء مهامها "من أجل مستقبل أفضل لليبيا"، مؤكداً أن العقوبات الأميركية والدولية ستطاول "أي شخص أو جهة تهدد باستخدام العنف لعرقلة سير الانتخابات".

وفي وقت سابق الإثنين، طالب 19 مرشحاً للانتخابات الرئاسية، في بيان مشترك، مفوضية الانتخابات بضرورة إعلان القائمة النهائية للمرشحين، وكشف أسباب عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

بيان عن المترشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا - تويتر

وأكد المترشحون ضرورة إجراء الانتخابات "في أسرع وقت ممكن"، معتبرين أن الأوضاع الراهنة تزيد من "تقويض الأمن والاستقرار في ظل مراحل انتقالية منهكة ومستمرة".

المساهمون