الرئاسة ترفض مظاهر التملق لتبون قبل الانتخابات الجزائرية: سلوكيات مريضة

27 مايو 2024
رسم عملاق لتبون رفعه حزب التجمع الديمقراطي 25 مايو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يعبر عن استيائه من عودة مظاهر التملق والتزلف قبل الانتخابات الرئاسية، مما خلق احتقاناً في الشارع الجزائري.
- الرئاسة تصف هذه السلوكيات بأنها تنافي مبادئ النضال وتؤكد على أهمية الحفاظ على صورة الجزائر الإيجابية واستعادة هيبة الدولة.
- تبون يصدر تعليمات للحد من التملق والتزلف، مع التأكيد على الفصل بين الأنشطة الحكومية والتمجيد الشخصي، وإلغاء فعاليات تمجد الرئيس بطرق مخالفة.

أفادت وسائل إعلام، مقرّبة من الرئاسة الجزائرية، في تقارير متزامنة نشرت، اليوم الاثنين، أن الرئيس عبد المجيد تبون مستاء من عودة مظاهر وسلوكيات تقوم بها أحزاب وقوى سياسية ومدنية تمجد شخص الرئيس، وذلك قبل الانتخابات الجزائرية على مستوى الرئاسة، المزمع عقدها في سبتمبر/ أيلول المقبل. وكانت هذه المظاهر، حسب الرئاسة، قد خلقت احتقاناً في الشارع الجزائري عشية الحراك الشعبي عام 2019.

وعنونت صحف محلية ذات انتشار واسع، صدر صفحتها الأولى "الرئيس غاضب"، فيما يبدو أنها رسالة تلقتها الصحف من الرئاسة، تنتقد ما وصفتها صحيفة الخبر الجزائرية، نقلاً عن الرئاسة "الحنين إلى الممارسات الفلكلورية التي كانت تميز المشهد السياسي قبل 2019، بدأ يتسلل إلى صدور أصحاب النفوس الضعيفة وهواة الانتهازية، وهو ما يستدعي التذكير والتحذير".

وأشارت الرئاسة، حسب الصحيفة، إلى أن "عهد التزلف والتملق في المواعيد الانتخابية وغيرها قد انتهى، خاصة بعدما حصدت البلاد الكثير من النقاط السوداء، جراء ممارسة كادت تكرس عبادة الأشخاص".

ولفت المصدر نفسه إلى أن "بعض المؤشرات السلبية بدأت تلوح في الأفق، خاصة منذ أيام قليلة مع استعداد الجزائر لدخول سباق الانتخابات الجزائرية، حيث شوهدت بعض الأطراف تعيد اجترار مظاهر أكل عليها الزمن وشرب، عبر رفع صور عملاقة لرئيس الجمهورية، ونصب الكادر (صور مكبرة للرئيس على لوح خاص)، في قاعات تجمعات واجتماعات ومؤتمرات دون أي مسوغ، سياسي أو تسويقي أو بروتوكولي".

وكانت الرئاسة الجزائرية تعلق على رفع حزب التجمّع الوطني الديمقراطي الموالي، صورة مرسومة كبيرة الحجم للرئيس تبون، بمثل طريقة الصور التي ترفع في الملاعب، خلال تجمع شعبي عقده بمدينة ميلة شرقي الجزائر. وخلفت الصورة استياء لافتاً لدى مصالح الرئاسة. كما كانت هيئات موالية قد وضعت صورة الرئيس على لوحة عرض وعليها برنوس (لباس تقليدي جزائري)، في مظهر رفضته الرئاسة، خاصة أنه يذكر الجزائريين بمشاهد كانت تجري قبل الحراك الشعبي خلال فترة مرض وغياب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن المشهد، خاصة نهاية عام 2018.

الرئاسة عن مظاهر التملّق قبل الانتخابات الجزائرية: سلوكيات مريضة

واعتبرت الرئاسة الجزائرية، وفقاً للتقارير الصحافية، اليوم، أن هذه "مظاهر مقززة بعيدة كل البعد عن التبجيل والتقدير والاحترام، بل بالعكس هي سلوكيات مريضة يجب الالتفات إليها ومحاربتها بكل الوسائل".

وأوضحت أن "مثل هذه الملاحظات السلبية لا تمت للنضال والتأييد أو المساندة بأي صلة، بل تلطخ الصورة التي اكتسبتها الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية، بعد استرجاع الدولة هيبتها والمواطن الجزائري كرامته، واستردت المؤسسات أدوارها من القوى غير الدستورية التي كانت تقتات من هذه الممارسات البائدة، التي ما كان لمن يحاولون توظيفها لأغراض سياسية أن يعيدوا استنساخها تحت أي عنوان أو مبرر".

ومنذ اعتلائه سدة الحكم، وفي أول خطاب له في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، أعلن الرئيس تبون أنه قرر إلغاء لقب الفخامة الذي كان يستخدم لمناداة رئيس الجمهورية في عهد بوتفليقة، والاكتفاء بالصفة الرسمية. كما كانت الرئاسة قد نشرت في مناسبات سابقة بيانات رسمية تلفت إلى رفضها تكرار مظاهر سابقة.

وفي فبراير/ شباط 2023 أعلنت الرئاسة الجزائرية عن "التبرؤ مما صدر عن مسؤولي جامعة باتنة، الذين قاموا وبمبادرة شخصية ومعزولة منهم، بتكريم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بواسطة لوحة". وأكد بيان الرئاسة الجزائرية حينها أن تجسيد صورة الرئيس في لوحة للتكريم، "يعيد إلى الأذهان حقبة مشينة". واعتبرت أن ما قام به مسؤولو الجامعة "تصرف لا يمت بصلة لطريقة تفكير رئيس الجمهورية".

وفي مارس/ آذار 2023، أصدر الرئيس تبون تعليمات إلى المسؤولين الحكوميين بالحد من تعبيرات التملق، حيث "أمر بالامتناع نهائياً عن الاستعمال المبالغ فيه لعبارات سياسية نمطية تمجد الشخصيات عبر وسائل الإعلام، توحي بأن كل نشاط حكومي مهما كان نوعه هو بتوجيه من رئيس الجمهورية". وفي شهر ديسمبر الماضي، تدخلت الرئاسة الجزائرية، لإجبار وزارة التعليم العالي، على إلغاء مؤتمر علمي "حول التحليل السوسيولوجي لخطاب الرئيس عبد المجيد تبون في القمة العربية"، بتزكية من وزير التعليم العالي وحاكم الولاية".

المساهمون