شارك برلمانيون من آسيا وأميركا الجنوبية والمملكة المتحدة، اليوم الاثنين، في الاجتماع التنسيقي الأول للجمعيات البرلمانية لمكافحة الإرهاب، الذي يستضيفه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في العاصمة القطرية الدوحة بالتعاون مع مجلس الشورى القطري.
ويبحث الاجتماع، الذي يستمر ثلاثة أيام، دور البرلمانات في التصدي للإرهاب والتطرف العنيف المُؤدي للإرهاب، ووضع آليات التنسيق الدائم بين جمعيات واتحادات وبرلمانات الدول الأعضاء لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف.
كما يبحث أيضاً إنشاء وتشغيل شبكة برلمانية عالمية، وإنشاء وصيانة منصة على الشبكة العالمية، وإنتاج المواد والمطبوعات ومصادر الوسائط المُتعدّدة لدعم أنشطة منع ومكافحة الإرهاب، وكذا بحث تقديم حزمة من برامج الدعم الفني وبناء القدرات ومُساعدة البرلمانيين في جهودهم وعقد الشراكات مع المُؤسسات الأممية لتمكين المرأة والشباب.
ويهدف الاجتماع أيضاً إلى التركيز على معرفة التهديدات الناتجة عن الإرهاب وتحليلها، والتحديات التي تواجه البرلمانيين، والآليات التي وضعتها البرلمانات لمواجهة هذه التحديات، وكيف يمكن تفعيل هذه الآليات والإجراءات، والدعم المشترك الذي يمكن تقديمه في هذا المجال.
اعتراف عالمي بجهود قطر
وقال رئيس مجلس الشورى القطري حسن الغانم، في كلمة افتتح بها أعمال الاجتماع، إن "استضافة دولة قطر هذا المكتب تعتبر اعترافًا عالميًا صريحاً بالجهود التي تبذلها دولة قطر في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، والقضاء على جميع أسبابه باعتباره عائقاً للتنمية المستدامة وتحدياً كبيراً للأمن والسلم الدوليين"، مؤكداً في الوقت ذاته "دعم مجلس الشورى في دولة قطر أنشطة المكتب، الذي ينتظره عمل كبير من خلال مساهماته في تجنيب البشرية الآثار السلبية لهذه الآفة، التي تتسبب في هلاك الآلاف من الأبرياء، بالإضافة إلى ضياع الممتلكات".
ولفت إلى أن المكتب يهتم ببناء التفاهم والتوعية بالقضايا والتطورات السياسية ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وتقديم التوجيه للبرلمانيين بشأن سبل تيسير تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وكذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، إضافة إلى تيسير الحوار بين الحكومات والبرلمانات، والتعاون بينها في كل ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وزيادة مشاركة النساء والشباب البرلمانيين في الجهود الرامية إلى قمع الإرهاب والتطرف العنيف.
وأعرب نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ماورو ميديكو عن تقديره لدور دولة قطر وحكومتها في مكافحة الإرهاب، واستضافتها هذا المكتب المعني بالمشاركة البرلمانية في منعه ومكافحته، مؤكداً أن افتتاح هذا المكتب يعتبر تطوراً هاماً وإيجابياً في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، لما للبرلمانيين من دور فعال ومؤثر في مجال سن التشريعات والتعاون مع الحكومات في هذا المجال.
مبادرات مشتركة
وجرى افتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمُشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، في يوليو/تموز الماضي، وفقًا لاتفاق بين مجلس الشورى ومكتب مُكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة على إنشاء هذا المكتب وأن يكون مقره في دولة قطر.
وتغطي أنشطته كافة برلمانات دول العالم، وتتضمن مهام المكتب القيام بمبادرات مشتركة لدعم التنفيذ المتوازن للركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، وإجراء البحوث والتحليلات، والقيام بالأعمال المعيارية لدعم منع ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك سَن تشريعات جديدة في جميع أرجاء العالم والمُساعدة في صياغة تشريعات وسياسات واستراتيجيات نموذجية لمُكافحة الإرهاب تقودها البرلمانات.
#HappeningNow – #OSCEPA #counterterrorism committee Chair @ReinholdLopatka is speaking at the First coordination meeting of parliamentary assemblies organized by @UN_OCT in #Doha, #Qatar. Increased engagement by parliamentarians is essential in preventing and countering #VERLT. pic.twitter.com/6Ret87min7
— OSCE PA (@oscepa) December 13, 2021
وافتتح في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، في الدوحة، مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب "المركزَ الدولي للرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب" الذي يركز على الحلول المتطورة والمبتكرة والقائمة على الأدلة، وفهم لماذا وكيف يجنح البعض إلى العنف وكيفية التدخل بشكل أكثر فاعلية لوقف عملية التطرف.
علامة بارزة في الشراكة الاستراتيجية
اعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب أن افتتاح المكتب يمثل علامة بارزة في الشراكة الاستراتيجية بين المكتب ودولة قطر.
بدورها، قالت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إن المركز الدولي يسعى لإدماج مفهوم الرؤى السلوكية في مكافحة الإرهاب عبر طرق عديدة، من بينها البحث في كيفية التدخل بشكل أكثر فاعلية لوقف عملية التطرف. وقدمت دولة قطر مساهمة إضافية تبلغ 5 ملايين دولار لإنشاء المركز الدولي وتنفيذ برامجه لمدة ثلاثة أعوام.
وتتصدر قطر الدول الداعمة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي يقوم بتنسيق وقيادة جهود الأمم المتحدة في تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، حيث وقعت، في ديسمبر/كانون الأول 2018، اتفاق مساهمة بمبلغ 75 مليون دولار على مدى خمسة أعوام لصالح المكتب، بالإضافة إلى الشراكة بين الجانبين في عدد من المبادرات والبرامج التي تستفيد من الخبرات والقدرات المتوفرة في قطر.