الدنمارك ومونديال قطر... تشويه بخلفيات سياسية

07 أكتوبر 2022
مقاطعة كويتية للمنتجات الدنماركية بعد أزمة الإساءة للنبي محمد (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

صحافيو ثورة الاتصالات وساستها في الدنمارك ليسوا كما كان عليه أسلافهم الذين كبروا على السردية الصهيونية عن العرب عموماً. على الرغم من ذلك، ومنذ "أزمة رسوم النبي محمد" (عام 2005)، وبروز موقف قطري قوي منها، بقي البعض من رجال السياسة والإعلام في الدنمارك يستدعي خلطاً بين الحقائق والتهيؤات في المواقف من الدوحة بصورة عامة.

وليس سراً أن استضافة قطر لكأس العالم في كرة القدم، لم ترق لبعض ساسة الدنمارك، فراحوا خلال السنوات الأخيرة يهاجمونها، في سياق حملة بعيدة عن الموضوعية، ومستندة إلى التشويه. وذلك ما يعترف به تيار دنماركي أكثر موضوعية وتوازناً من الساسة الذين يدعون لمقاطعة مونديال الدوحة.

خلال الأيام القليلة الماضية، عبّرت بعض الصحف في كوبنهاغن عن الانزعاج و"الدهشة" من تناول تقارير صحافية السياسات والخطاب التمييزي والعنصري في بلدهم. القصة ليست "حرية تعبير ورأي"، ولا حقوق عمالة، في الوقت الذي تتفاوض فيه كوبنهاغن مع رواندا الأفريقية لجعلها "مكبّاً بشرياً"، كما يقول المعارضون محلياً، بل استمرار استعارة البعض في كوبنهاغن لـ"عرب فوبيا" من سبعينيات القرن الماضي. فالنمطية والأحكام المسبقة والمواقف المعلّبة لم تتغير، واعتبار ناس المنطقة العربية "متخلفين" يعيشون حياة "قروسطية"، وكل ذلك الكلام تحت بند "حرية التعبير"، أحادي الاتجاه.

قبل فترة، عبّرت لاعبة كرة قدم دنماركية، مسلمة الأصل، عن إعجابها بملاعب مونديال قطر. انطلقت حملة في وجهها، إعلامياً وسياسياً، برلمانياً ورياضياً، لتقديم اعتذار.

بالطبع يدرك الدبلوماسيون الدنماركيون الأثر السلبي لإصرار بعض الساسة في بلادهم على التساوق مع الخطاب القومي المتطرف. الأخطر، حين يُقدَّم العرب بين السطور كجماعة "متخلّفة"، فحالة التشنج ترفع مستوى الاستقطاب الداخلي في مجتمع يشعر فيه أغلب مواطنيه الذين هم من خلفية عربية ومسلمة، أنهم غير مرغوب فيهم. وبينما يجري التسامح مع التعامل معهم بطريقة استعلائية، فإن أي احتجاج خارجي على أوضاعهم يُقابل بفعل انتقامي، واستهداف المؤسسات والمساجد بحجة "وقف التمويل من الخارج".

المساهمون