"الدعم السريع" تعرض رؤية جديدة للحل بالسودان: جيش واحد ونظام فيدرالي

28 اغسطس 2023
يأتي بيان قوات "الدعم السريع" مع دخول الحرب أسبوعها العشرين (فرانس برس)
+ الخط -

قالت قوات الدعم السريع في السودان، في بيان، إنها منفتحة على وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع الجيش، وعرضت رؤيتها لتأسيس ما سمّته "الدولة السودانية الجديدة"، وهي مبادرة يمكن أن تحيي الجهود الرامية إلى إجراء محادثات مباشرة بين طرفي الصراع.

وجاء بيان "الدعم السريع" مع دخول القتال بينها وبين الجيش أسبوعه العشرين دون إعلان أي طرف النصر بينما أُجبر الملايين على ترك منازلهم في العاصمة ومدن أخرى.

وفي البيان الذي صدر في وقت متأخر يوم الأحد، بدا قائد "قوات الدعم السريع" الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، مستعدا للتفاوض مع الجيش حول شكل الدولة السودانية المستقبلية، متجاوزا الجوانب الفنية لوقف إطلاق النار الدائم، والتي عرقلت جهود وساطة برعاية السعودية والولايات المتحدة.

وأضاف البيان أن "الحرب التي تدور في السودان هي انعكاس أو مظهر من مظاهر الأزمة السودانية المتطاولة. وذلك يستوجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقرونا بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان".

وتشمل قضايا التفاوض، بحسب "الدعم السريع"، بناء جيش جديد قومي مهني واحد، والفترة الانتقالية، والحكم المدني الانتقالي، والسلام الشامل والعادل المستدام، والنظام الفيدرالي وهياكله ومستوياته وسلطاته، وقسمة الموارد، والعدالة الانتقالية، وإجراءات وتدابير التحول الديمقراطي مثل الانتخابات، وقضية التعداد السكاني، وقومية ومهنية الخدمة المدنية والمؤسسات العامة، وقضية الفصل بين الدولة والانتماءات الهوياتية الضيقة (دينية، أو ثقافية، أو عرقية)، وقضية اللغات السودانية، وعملية صناعة الدستور.

أما عن المشاركة كما جاء في البيان، فإنها "يجب أن تشمل في الأساس القوى التي تصدت لنظام البشير وأسقطته، سواءً كانت هذه القوى في المركز أو الأطراف، وعلى رأسها المهنيين، ولجان المقاومة والشباب والنساء".

كما أكدت قوات "الدعم السريع" ضرورة استثناء حزب المؤتمر الوطني وعناصر النظام القديم، إضافة إلى "المجموعات والشخصيات التي ظلت تعمل سراً أو علناً ضد التغيير والديمقراطية خلال السنوات التي أعقبت سقوط نظام البشير"، بحسب وصف البيان.

وجاء البيان بعد وصول قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم الأحد إلى بورتسودان في أول جولة له خارج العاصمة منذ اندلاع القتال. وتقول مصادر حكومية إنه سيتوجه إلى السعودية ومصر لإجراء محادثات.

وحذر السياسيون المؤيدون للديمقراطية البرهان من إعلان حكومة جديدة قائلين إن ذلك سيدفع "الدعم السريع" إلى تشكيل سلطة موازية.

والوسطاء الإقليميون متقبلون فيما يبدو على أن يضطلع العسكريون بدور في الحكومة الانتقالية في المستقبل.

لكن جون جودفري سفير الولايات المتحدة لدى السودان، وأحد الرعاة الرئيسيين لعملية الانتقال للديمقراطية بعد انتهاء حكم البشير، كتب يوم الجمعة على منصة "إكس" يقول: "على المتحاربين الذين أظهروا أنهم غير مؤهلين للحكم إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية".

ومنذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون