تعرضت أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم لقصف مدفعي وجوي، اليوم الأحد، مع غياب أي دلائل على استعداد الجيش وقوات الدعم السريع المتحاربين للتراجع عن موقفيهما، في صراع أودى بحياة المئات، رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية.
وتركز الصراع منذ بدء القتال بين الجيش والدعم السريع قبل شهر في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، الواقعتين قبالتها على الجانب الآخر من فرعي النيل الأبيض والأزرق، بالإضافة إلى إقليم دارفور في غرب البلاد.
وذكرت وكالة "رويترز" وشهود أن قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري، وتعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر اليوم الأحد. وأفادت وسائل إعلام بوقوع اشتباكات كثيفة في وسط الخرطوم.
وقالت سلمى ياسين، وهي مدرسة تعيش في أم درمان: "وقعت غارات جوية مكثفة قريباً منا في منطقة صالحة هزت أبواب البيت".
وأدى القتال إلى مقتل المئات ولجوء 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة، ونزوح 700 ألف آخرين داخل السودان، وهو ما سبب كارثة إنسانية ويهدد باستقطاب قوى خارجية إلى الصراع وزعزعة استقرار المنطقة.
وقالت هيئة محامي دارفور، في بيان، إن عدد القتلى، الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، تجاوز 100 شخص، بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة.
وألقت المنظمة الحقوقية المحلية مسؤولية أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة، حيث قتل المئات في أعمال عنف الشهر الماضي، على هجمات شنتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية وعلى قوات الدعم السريع، التي نفت مسؤوليتها.
وتقاسم قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، السلطة بعد انقلاب 2021 الذي أعقب انتفاضة 2019 التي أطاحت الرئيس السابق عمر البشير. لكنهما اختلفا حول شروط وتوقيت الانتقال المزمع إلى الحكم المدني، ولم يظهر أي منهما استعداده لتقديم تنازلات، ويسيطر الجيش على القوات الجوية، فيما تتحصن قوات الدعم السريع داخل أحياء الخرطوم.
وانتهك الجانبان مراراً اتفاقيات للهدنة، لكن الولايات المتحدة والسعودية تتوسطان في محادثات تُجرى في جدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت سلمى ياسين: "لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحرب. البيت أصبح غير آمن، وليس لدينا ما يكفي من المال للسفر خارج الخرطوم. لماذا ندفع ثمن حرب البرهان وحميدتي؟".
واتفق الجانبان يوم الخميس على إعلان مبادئ لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، لكن القتال لم يهدأ رغم مناقشات تجري، اليوم الأحد، من المقرر أن تتناول آليات المراقبة والتنفيذ الخاصة بهذا الإعلان.
(رويترز)