استدعاء السفير الألماني في قطر وتسليمه مذكرة احتجاج بشأن تصريحات وزيرة الداخلية حول استضافة كأس العالم

28 أكتوبر 2022
أمير قطر: تعرضنا منذ فوزنا بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم لحملات تشويه (Getty)
+ الخط -

استدعت وزارة الخارجية القطرية، اليوم الجمعة، سفير جمهورية ألمانيا لدى دولة قطر كلاوديوس فيشباخ، بحسب بيان نشرته الوزارة، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية أعربت فيها عن خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها للتصريحات التي أدلت بها وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بشأن استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022، كما طالبت بتوضيحات بشأن هذه التصريحات.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" قد نقلت عن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، المسؤولة أيضا عن ملف الرياضة في ألمانيا، قولها في مقابلة مع شبكة "ايه ار دي"، أمس الخميس: "بالنسبة لنا كحكومة ألمانيا، فإن حق الاستضافة هذا خادع للغاية"، وأضافت "هناك معايير ينبغي الالتزام بها وسيكون من الأفضل عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول".

وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية القطرية، اليوم الجمعة، أن دولة قطر أعربت "عن الرفض التام لهذه التصريحات"، كما و"بحق استضافتها لبطولة كأس العالم، إنصافاً لمنطقة ظلت تعاني من صورة نمطية ظالمة لعقود، مؤكدةً أن دولة قطر ماضية في تنظيم واحدة من أفضل البطولات من أجل إظهار حضارة المنطقة وتراثها لكل العالم، وتعزيز قيم التسامح بين كافة الشعوب".

وأكد البيان أنه جاء في المذكرة أن "صدور هذه التصريحات من الوزيرة الألمانية قبل زيارتها الرسمية للدوحة، الأسبوع المقبل، يخالف الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، خصوصاً في ظل العلاقات المتميزة بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية في كافة المجالات".

وبحسب البيان، فقد "لفتت المذكرة إلى أن أهم مجموعات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة أشادت بإصلاحات دولة قطر في مجال العمال، لكونها إصلاحات فعّالة وطويلة الأمد، وهي نتيجة سنوات من التخطيط المدروس، مشيرة إلى أنها تضمنت عدة جوانب، منها إصلاحات عديد لقوانين العمل والممارسات المتعلقة بها".

أضاف البيان أن مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري، وصف تصريحات الوزيرة الألمانية بأنها "مرفوضة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري، مشدداً على أنه ليس مقبولاً تسجيل الساسة مواقف للاستهلاك المحلي على حساب علاقات بلدانهم مع الدول الأخرى".

وبحسب البيان، فقد أشار الأنصاري إلى أن "دولة قطر ظلت منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم تتعرض لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف"، مضيفاً أن الحملة تواصلت واتسعت لتتضمن افتراءات وازدواجية معايير، لافتاً إلى أن قطر "تستمر في مسيرة التنمية وتعزيز مكانتها الدولية غير ملتفتة لهذه الحملات، وهي تستعد حالياً لأن تكون خلال كأس العالم محطة للتواصل الحضاري وتعزيز التفاهم بين الشعوب في إطار من الاحترام المتبادل".

يأتي بيان الخارجية القطرية بعد أن كان أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد قال خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الشورى إن بلاده تعرضت، منذ فوزها بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم، لحملات تشويه غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مستضيف، مشيراً إلى أنه "تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل واعتبرنا بعض النقد إيجابياً ومفيداً يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير".

وأضاف أمير قطر في كلمته: "ولكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعلت الجميع يتساءل عن الدوافع والأسباب الحقيقية من وراء هذه الحملة".

وفي سياق الحديث عن الحدث الرياضي الأبرز على الساحة الدولية الذي سينطلق بعد أقل من شهر، قال أمير قطر إن استضافة كأس العالم "مناسبة نظهر فيها من نحن، ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا، بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية".

واستكمل الشيخ تميم حديثه بالقول: "لقد قبلنا هذا التحدي إيماناً بقدرتنا، نحن القطريين، على التصدي للمهمة وإنجاحها، وإدراكاً منا لأهمية استضافة حدث كبير مثل كأس العالم في الوطن العربي، وقطر حالياً أشبه بورشة عمل في التحضير والتجهيز للمناسبات".

 

المساهمون