الخارجية الجزائرية تتجاهل لقاء لعمامرة ولودريان في كيغالي: غير رسمي ولا يشكل حدثاً 

28 أكتوبر 2021
لم ينشر لعمامرة أي صورة أو خبر عن اللقاء (ميناسي ونديمو هايلو/الأناضول)
+ الخط -

 

تجاهلت الدبلوماسية الجزائرية اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان، يوم الثلاثاء الماضي، في العاصمة الرواندية كيغالي، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري الثاني بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي، تحضيراً للقمة الأوروبية الأفريقية في فبراير/شباط المقبل، ولم تصدر أي إعلان بشأنه. وأكد مصدر دبلوماسي جزائري أن اللقاء غير رسمي وأنه لا يشكل حدثاً، في وقت لا يزال التصعيد تجاه فرنسا سيّد الموقف في الجزائر، على خلفية تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبرت مسيئة للبلاد.

ولم يرد أي بيان من وزارة الخارجية الجزائرية عن لقاء لعمامرة بنظيره الفرنسي لودريان، على الرغم من أن الوزارة نشرت معلومات عن مجموع اللقاءات التي أجراها الوزير الجزائري مع نظرائه الأوروبيين والأفارقة ومع الهيئات الدولية على هامش الاجتماع. كما تجاهل لعمامرة الإعلان عن لقائه بلورديان أو نشر صور عنه، على الرغم من اعتياده على القيام بذلك إثر أي لقاء يجمعه بمسؤولين أجانب وخلال زياراته الخارجية ومشاركاته في المحافل الدولية.

لوحظ حرص وزير الخارجية الفرنسي على الإخبار عن اللقاء ونشر صور عنه

في المقابل، لوحظ حرص وزير الخارجية الفرنسي على الإخبار عن اللقاء ونشر صور عنه، إذ نقل لودريان لوكالة "فرانس برس"، خبر لقائه مع لعمامرة، وقال إنه تبادل معه ما وصفه بـ"حديث مجاملة"، كما تطرقا إلى العملية الانتقالية في ليبيا، والتي ستشكل محور مؤتمر دولي تستضيفه باريس في 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وبحسب مصدر دبلوماسي جزائري تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن تجاهل الخارجية للحدث، "هو على اعتبار أن اللقاء غير رسمي وغير مدرج في أجندة لقاءات الوزير لعمامرة، وعدم التعامل معه على أنه حدث ونشاط دبلوماسي"، وذلك لتجنب أيّ تعليقات سياسية هامشية عن عودة الاتصالات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا على هذا المستوى العالي، منذ سحب الجزائر سفيرها من باريس محمد عنتر داود، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، بسبب تصريحات ماكرون التي اعتبرتها الجزائر غير مقبولة. وكان ماكرون قد اعتبر في حديث أدلى به في الإليزيه، بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ونشرته الصحافة الفرنسية، أنّ الجزائر بنيت بعد استقلالها في عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي العسكري"، كما شكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

ويفسّر مراقبون عدم الإعلان عن اللقاء بأنه تعبير عن تمسك الجزائر بموقفها من الأزمة الدبلوماسية مع باريس، باعتبار أن الوقت لم يحن بعد لإعادة تسوية الخلاف القائم. وتجد الجزائر في الحملة الإعلامية الأخيرة في فرنسا ضدها، وموقف فرنسا الأخير خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة توسيع مهمات بعثة "مينورسو" الأممية في الصحراء الغربية، لتشمل قضايا حقوق الإنسان (وهو مقترح جزائري لكن فرنسا رفضته)، والذي يصب لصالح المغرب، مبرراً للإبقاء على منسوب التوتر السياسي مع باريس.

وتشهد العلاقات الجزائرية - الفرنسية توتراً سياسياً متصاعداً منذ قرار السلطات الجزائرية إلغاء زيارة كان مقرراً أن يقوم بها رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس إلى الجزائر في إبريل/نيسان الماضي، تبعها إنهاء عقود شركات فرنسية عاملة في الجزائر، لكن العلاقات الثنائية ازدادت تأزماً في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الفرنسي في حقّ الجزائر، ما دفع الرئاسة الجزائرية إلى استدعاء السفير الجزائري من باريس وإغلاق المجال الجوي في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية ومنع السفن الفرنسية من دخول الموانئ الجزائرية.