الحوثيون يردون على بيان غربي: إما سلام وفق شروطنا أو الحرب

30 يونيو 2023
هدّدت جماعة الحوثيين مجدداً بالعودة إلى الحرب في حال عدم تلبية اشتراطاتها (Getty)
+ الخط -

اتّهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا برفض اشتراطاتها للقبول بتجديد الهدنة وخريطة الطريق لإنهاء الأزمة المستمرة منذ تسع سنوات، مهددة بعودة الحرب مجدداً في حال استمرار رفض تلك الاشتراطات.

وأوضحت الجماعة في بيان صادر عن لجنتها الاقتصادية، الخميس، أن بيان سفراء الدول الثلاث الصادر يوم الثلاثاء، "كشف إصرار الدول التي يمثلونها على مواصلة الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني، والاستمرار في التصدي للمطالب الإنسانية والحقوق العادلة، على رأسها مرتبات موظفي الدولة في اليمن".

واتهمت الجماعة في البيان الذي نشرته وسائل إعلامها، واشنطن ولندن وباريس باستخدام الاقتصاد كورقة حرب، وخلق أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن هذه الدول خططت وأعطت الضوء الأخضر لنقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن عام 2016.

وتوعّدت الدول الثلاث في بيانها، الثلاثاء، جماعة الحوثي بالعزل الدولي التام في حال عدم تخليها عن الخيار العسكري، مضيفة أنها "واضحة في عدم وجود حل عسكري للصراع في اليمن، وقد حان الوقت الآن لبدء محادثات نحو عملية سياسية".

ورداً على البيان، هدّدت جماعة الحوثي مجدداً بالعودة إلى الحرب في حال عدم تلبية اشتراطاتها، وذلك من مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، التي يزورها وزير الدفاع في حكومة الجماعة غير المعترف بها محمد ناصر العاطفي، وفي ظل تحشيد لقواتها على تخوم المدينة المستمر منذ نحو أسبوعين.

وجاءت زيارة وزير دفاع الحوثيين إلى تعز بعد يومين من زيارة وزير الدفاع في الحكومة المعترف بها محسن الداعري إلى الجانب الآخر من المدينة المنقسمة والمحاصرة حوثياً منذ ثماني سنوات، وهي أول زيارة لوزير دفاع في الحكومة الشرعية منذ بداية الحرب، ما يعطي مؤشراً إلى ساحة الحرب المقبلة، وفقاً لمراقبين.

وتوعّد الوزير الحوثي بمواصلة القتال في مختلف الجبهات "حتى تحرير الأراضي اليمنية"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء "سبأ" بنسختها التابعة للجماعة في صنعاء.

وقال العاطفي: "نحن نعدّ لتحرير اليمن وضد العدوان ومن يحتل الأراضي اليمنية، سواء الإماراتي أو السعودي أو من وراءهم، أو من يقاتل معهم". وأضاف مخاطباً التحالف السعودي الإماراتي: "عليه أن يعي أن هذا مبدأ أساسي، ولا نتراجع عن تحرير اليمن، أو أن يبقى أي غازٍ واحدٍ في الأراضي اليمنية، فلا داعي لأن يراوغ أو يكذب على الشعب اليمني، فإما سلام يُعلن أمام الناس كلهم، وبشروط ما تم طرحه من قبل القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، وإلا فالميدان بيننا".

وأشار إلى أن الجماهير "تواصل الضغط على القيادة السياسية والعسكرية العليا لوضع حد لحالة اللاسلم واللاحرب"، مضيفاً: "لم يعد مقبولاً استمرارية هذا المشهد الراهن، لأن مثل هذه الحالة لا تخدم سوى الأعداء، وهذا ما لا نرضاه مطلقاً وقد أعددنا أنفسنا، ولدينا ما يوجعهم".

تحذير غربي من العودة إلى الصراع

وكان سفراء الدول الثلاث لدى اليمن قد أصدروا بياناً، يوم الثلاثاء، أعربوا فيه عن خيبة أمل بشكل خاص من إمعان الحوثيين في مفاقمة الأزمات الإنسانية والاقتصادية الرهيبة في اليمن، من خلال الاستمرار في منع صادرات النفط اليمنية، إضافة الى مزيد من التصعيد الاقتصادي، بما في ذلك منع ناقلات غاز الطهي في مأرب من دخول المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وطالب السفراء الثلاثة الحوثيين بالتخلي نهائياً عن أي خيار عسكري، محذرين من أن أي عودة إلى الصراع ستؤدي إلى عزلهم التام من قبل المجتمع الدولي.

وجددت الدول الثلاث التزام المجتمع الدولي بدعم تقدم عملية سلام مستدامة بقيادة الأمم المتحدة في اليمن.

وأكد السفراء أهمية أن يكون اليمن قادراً على بناء اقتصاد قوى، وتقديم الخدمات العامة الأساسية وسبل العيش لجميع اليمنيين، وتمكين عمل القطاع الخاص دون تدخل أو ترهيب، داعين جماعة الحوثيين إلى الكف فوراً عن أي أعمال من شأنها أن تلحق المزيد من الضرر باقتصاد اليمن، والتواصل مع الأمم المتحدة.

وقال البيان إن الدول الثلاث تدرك أنه تم تقديم حلّ للحوثيين بشأن القضية المعقدة والحاسمة المتعلقة بالرواتب العامة، داعياً قيادة الحوثيين إلى العمل بشكل بنّاء في هذه القضية، لضمان حصول الشعب اليمني في الشمال والجنوب على رواتبه وتحسين سبل عيشه.

ورحب سفراء الدول العظمى الثلاث بالالتزام الواسع المستمر من قبل جميع الأطراف بالظروف الشبيهة بالهدنة في اليمن خلال العام الماضي، في إشارة الى حالة التهدئة وخفض التصعيد والتي سمحت بإحراز تقدم هام في عدد من القضايا الرئيسية.

وأعرب البيان عن دعم الدول الثلاث الكامل للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، والحكومة اليمنية، وكذلك دعمها للجهود الرامية إلى إجراء محادثات يمنية - يمنية برعاية الأمم المتحدة، ووقف شامل لإطلاق النار، وحثت الحوثيين على إعطاء الأولوية للشعب اليمني والانخراط بشكل بناء مع جميع الأطراف في الجهود المبذولة لتحقيق السلام.

وحث سفراء الدول الثلاث جميع الأطراف على السماح بالوصول غير المقيد ودون عوائق إلى المحتاجين، ورفع القيود المفروضة على حركة النساء، ولا سيما العاملين في المجال الإنساني والتنمية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، داعين جميع الأطراف إلى الكف عن عرقلة المساعدات المستمرة، والتي لا تؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة غير الضرورية لليمنيين الأكثر ضعفاً.

وأشاد السفراء باستمرار الظروف الشبيهة بالهدنة، وقالوا إن تسهيل نقل البضائع عبر ميناء الحديدة كان خطوة مهمة لزيادة وصول المواطنين اليمنيين إلى الموارد الأساسية التي هم في أمس الحاجة إليها، مرحبين بالإعلان عن رحلات دولية جديدة من مطار صنعاء، وهو ما يزيد حرية حركة المواطنين اليمنيين، بما في ذلك أول رحلات جوية مباشرة من صنعاء إلى السعودية منذ سبع سنوات للحج هذا العام.

وتشهد مختلف جبهات القتال في اليمن حالة من الهدوء، باستثناء عن مناوشات طفيفة منذ انتهاء الهدنة التي سرت برعاية أممية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وسط مساعٍ وجهود دولية وإقليمية لحلحلة الأزمة بالطرق السلمية، تكللت بزيارة وفد سعودي عماني إلى صنعاء في إبريل/نيسان الماضي، قبل أن يغادر واعداً بالعودة إلى المشاورات بعد إجازة عيد الفطر، دون عودة حتى الآن.

وأخيراً في يونيو/حزيران الحالي، زار وفد حوثي السعودية لأداء فريضة الحج، وذلك بعد سماح المملكة برحلتين جويتين من مطار صنعاء إلى أراضيها لأول مرة منذ بداية الحرب، في مؤشر إلى تحسن العلاقات بين الجانبين، غير أن سجال البيانات الأخير أظهر أن المشاورات ربما بلغت درجة من التعقيد نتيجة اشتراطات الحوثيين.

5 قتلى من القوات الحكومية في هجمات للحوثيين

في سياق آخر، قُتل خمسة من أفراد القوات الحكومية بهجمات متفرقة للحوثيين في محافظة الضالع، وسط اليمن، يوم الخميس.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن أربعة جنود قتلوا وأصيب آخرون بهجوم لطائرة مسيّرة للحوثيين، استهدف مواقع اللواء 30 مدرع في جبهة الفاخر بمديرية قعطبة (شمال)، فيما قُتل جندي خامس برصاص قناص تابع للجماعة في جبهة المشاريح، غرب المحافظة.

وأشار المصدر العسكري إلى أن مسيّرات الحوثيين استهدفت أيضاً مواقع للجيش في مديرية الحشاء بالمحافظة ذاتها، والتي تشهد مناوشات بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أسابيع.

المساهمون