الحوثيون يدفعون كلفة باهظة في مأرب: مقتل 170 ضابطاً خلال 15 يوماً

15 نوفمبر 2020
مسلحو الحوثي عجزوا حتى الآن عن تحقيق أي اختراق (عبد الله القادري/فرانس برس)
+ الخط -

دفعت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) كلفة بشرية باهظة في المعارك الضارية غربي محافظة مأرب اليمنية، حيث أقرت بمقتل 170 ضابطاً وقائداً ميدانياً رفيعاً خلال النصف الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
ومنذ أشهر، رمت الجماعة بكل ثقلها للسيطرة على محافظة مأرب النفطية بعد تنفيذ هجمات من 4 محاور، إلا أنها عجزت حتى الآن عن تحقيق أي اختراق جوهري في ظل الصلابة الدفاعية لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ورجال القبائل، المسنودة من طيران التحالف السعودي الإماراتي. 
وباتت جبهات مدغل ومحيط معسكر ماس مسرحاً لمعارك كسر عظم بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، التي تستميت لإسقاط القاعدة العسكرية التي ينظر إليها بأنها مفتاح مدينة مأرب من الجهة الغربية، وذلك بعد انحسار القتال في الجبهة الجنوبية الواقعة ضمن نطاق قبائل مراد. 

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين كانت قد سيطرت نارياً على معسكر ماس الاستراتيجي بعدما دفعت بمئات المقاتلين القادمين من الجوف ونهم، لكنها تراجعت خلال الساعات الماضية على وقع ضربات مكثفة للقوات الحكومية وطيران التحالف السعودي الإماراتي. 
وأشارت المصادر إلى تراجع الحوثيين أكثر من 10 كيلومترات عن معسكر ماس، ومع تزايد الشائعات حول سقوطه في أيدي مسلحي الحوثي، نشر الجيش اليمني، خلال الساعات الماضية، لقطات لقائد المنطقة العسكرية السابعة الموالية للشرعية، اللواء أحمد جبران، وهو يتفقد القاعدة العسكرية، وقال في تصريح متلفز "إن ما تقوله المليشيات يخالف الحقيقة". 
ويبعد معسكر ماس نحو 55 كيلومترا عن مركز مدينة مأرب، لكن جماعة الحوثيين ترى أن إحكام السيطرة عليه سيمهد لها الطريق بشكل أسرع للتوغل نحو منابع النفط والغاز. 
وساهمت الضربات الجوية لمقاتلات التحالف السعودي الإماراتي في عرقلة التقدم الحوثي في مديرية مدغل والسيطرة على المعسكر، وأعلنت قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الجماعة، مساء الأحد، أن الطيران شن 11 غارة جوية على مواقعهم في تلك المديرية. 

ولم تعلن الجماعة عن حصيلة الضربات الجوية المركزة على تلك المديرية، لكن وسائل تابعة لها أذاعت، مساء الأحد، خبر تشييع 7 ضباط بينهم اثنان يحملون رتبة عقيد، وذكرت أنهم "سقطوا وهم يؤدون واجبهم الوطني". 
وبشكل يومي، باتت الجماعة تعلن عن تشييع عشرات القادة العسكريين البارزين في صنعاء، ووفقاً لإحصائية "العربي الجديد"، التي تم رصدها بناء على ما تنشره الوسائل الحوثية الرسمية، فقد قُتل 170 ضابطاً حوثياً خلال النصف الأول فقط من شهر نوفمبر. 
ووفقاً لخبراء، فإنّ النزيف الحوثي غير المسبوق يشير إلى ضراوة المعارك الدائرة غرب مأرب، ومفرق الجوف، لافتين إلى أن اتخاذ القوات الحكومية ورجال القبائل لوضعية الدفاع واللجوء لحرب الكمائن، جعل الكلفة البشرية باهظة في صفوف جماعة الحوثيين. 

وبدأت الجماعة تحركات جديدة بهدف تعويض النزيف الحاصل في صفوفها، ووفقا لوكالة "سبأ" التابعة لها، فقد شهدت محافظة ذمار، والتي لطالما كانت الخزّان البشري الأكبر للحوثيين منذ مطلع الحرب، تشكيل عدة لجان لحشد مقاتلين جدد على مستوى العُزل والقرى والمديريات وإطلاق حملة تحشيد وتعبئة عامة لرفد الجبهات بالمسلحين، فضلا عن تحركات مماثلة في بعض مناطق تعز الخاضعة للحوثيين.   
وفي المقابل، لا يُعرف على وجه الدقة حجم الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية ورجال القبائل الموالين للشرعية، حيث تتكتم وسائل الإعلام الرسمية عن إيراد أي تفاصيل.
وبعيداً عن مأرب، أعلنت وسائل إعلام حوثية، مساء الأحد، مقتل امرأة وإصابة مدنيين اثنين، جراء قصف مدفعي شنته القوات السعودية على مناطق حدودية في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، شمالي البلاد. 


وذكرت وكالة "سبأ"، الخاضعة لسيطرة الجماعة، أن قصفاً مدفعياً سعودياً طاول منطقة آل عبدل بمديرية قطابر الحدودية، فضلاً عن غارة للطيران الحربي على منطقة الفرع بمديرية كتاف، في المحافظة ذاتها.

المساهمون