قالت جماعة الحوثيين، الثلاثاء، إن "الطريق نحو السلام في اليمن معروف ولا يحتاج للإعلانات والمناورات السياسية في المحافل الدولية، بل يتطلب إجراءات بناء الثقة بين الأطراف".
وذكر وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا هشام شرف، خلال لقائه نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة "أونمها" دانييلا كروسلاك: "من الواجب البدء في تنفيذ الإجراءات الإنسانية التي لا خلاف حولها، وفي المقدمة دخول احتياجات اليمنيين من المشتقات النفطية والغاز المنزلي والمواد الغذائية دون عوائق".
وأشار المسؤول الحوثي إلى أن من إجراءات بناء الثقة "إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام المسافرين وصرف رواتب كافة موظفي الدولة"، وفقا لوكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ولفت شرف إلى أن قيادات دول التحالف "تدرك ذلك جيدا، لكنها تحاول وضع العديد من العوائق واختلاق المبررات لاستمرار معاناة اليمنيين".
وزير الخارجية يلتقي نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدةhttps://t.co/SzUPKrk5EU pic.twitter.com/5ql8OAJOkZ
— وكالة الأنباء اليمنية - سبأ (@SabaNewsye) April 6, 2021
واتهم المسؤول الحوثي التحالف، بقيادة السعودية، بـ"تعقيد المشهد السياسي، ووضع عراقيل متعمدة لإفشال جهود العمل على تحقيق تسوية سياسية باحتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها لميناء الحديدة".
وجاءت تصريحات المسؤول الحوثي بعد أيام من جولة مكوكية أجراها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، بين الرياض ومسقط، والتي لم تحقق أي اختراق جوهري نحو الحل السياسي، إثر تصلب الحوثيين في رفض المبادرة السعودية.
وقالت مصادر مقربة من المشاورات، لـ"العربي الجديد"، إن المساعي العمانية ما زالت مستمرة في تقريب وجهات النظر، وخصوصا في ما يتعلق بمسألة تحديد وجهات الرحلات من مطار صنعاء الخاضع للحوثيين، ومسألة توريد إيرادات السفن النفطية من ميناء الحديدة.
وتشترط جماعة الحوثيين رفع الحصار عن مطار صنعاء بشكل كلي ودون تحديد وجهات السفر، لكن الحكومة المعترف بها دوليا تتهم الجماعة بالسعي لتحويله إلى مطار حربي، وذلك بفرض رحلات مباشرة من صنعاء إلى طهران ودمشق.
صفقة أسرى بمناسبة رمضان؟
أعلنت أطراف النزاع اليمني، الثلاثاء، جاهزيتها لعقد صفقة تبادل شاملة للأسرى بمناسبة قدوم شهر رمضان، وسط مخاوف كبيرة من تفشي فيروس كورونا في المعتقلات والسجون.
وهذا هو الإعلان الأول منذ فشل مشاورات الأردن التي انتهت في 21 فبراير/ شباط الماضي، وتبادلت الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين الاتهامات بالوقوف وراء عملية إفشالها.
وبادرت الحكومة اليمنية بتقديم عرض التبادل، إذ أعلن كبير مفاوضيها في ملف الأسرى هادي هيج، في تغريدة على "تويتر"، استعداد الوفد الحكومي للقيام بـ"صفقة تبادل الكل مقابل الكل"، بمناسبة شهر رمضان.
نعلن جاهزيتنا للقيام بصفقة الكل مقابل الكل بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك
— هادي هيج (@hadi_haig) April 6, 2021
وجاء الرد الحوثي على لسان كبير مفاوضي الجماعة في ملف الأسرى عبد القادر المرتضى، الذي أعلن عن "جهوزيتهم الكاملة"، منذ وقت سابق، لإجراء عملية تبادل شاملة لجميع الأسرى.
وقال المرتضى، في تغريدة على "تويتر": "اليوم نؤكد أننا ما زلنا جاهزين لذلك إذا كان الطرف الآخر جاهزاً، وخصوصاً مع قدوم شهر رمضان المبارك"، في إشارة لوفد الحكومة الشرعية.
سبق وأعلنا مراراً جهوزيتنا الكاملة لإجراء عملية تبادل شاملة وكاملة لجميع الأسرى.
— عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) April 6, 2021
واليوم نؤكد أننا لا زلنا جاهزين لذالك إذا كان الطرف الآخر جاهزاً.
وخصوصاً مع قدوم شهر رمضان المبارك..
وكان القيادي البارز بالجماعة محمد علي الحوثي قد اعتبر، أمس الإثنين، أن ملف الأسرى قضية إنسانية لا يجب أن تخضع لاختيار قوائم محددة، أو المطالبة بأقارب كبار القيادات الحكومية على حساب الآخرين، وشدد على ضرورة النظر للجميع بالتساوي.
ولم يصدر أي تعليق فوري من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إزاء الإشارات الإيجابية من الأطراف اليمنية حول تبادل الأسرى، وما إذا كانت ستقوم بالترتيب لجولة مشاورات خلال الأيام القادمة أم لا.
وأخفقت جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافها الأردن على مدار شهر كامل، وانتهت في أواخر فبراير/ شباط الماضي، في إحراز أي تقدم، وذلك جراء التعقيدات العسكرية والهجوم الحوثي على مدينة مأرب النفطية، شرقي البلاد.
وزير الخارجية اليمني في الكويت
في سياق آخر، وصل وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أحمد عوض بن مبارك إلى الكويت في زيارة مفاجئة، وذلك بعد أسابيع من قيامه بجولة شملت الإمارات وقطر.
ولا يُعرف ما إذا كانت الكويت، التي سبق لها استضافة مشاورات يمنية في 2016، ستقود وساطة جديدة لإنهاء الأزمة أم لا. ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فإن الزيارة تهدف إلى " تنسيق المواقف السياسية إزاء تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة".
الأعمال القتالية
وبالتزامن مع تجمد الحراك السياسي، تراجعت الأعمال القتالية في مأرب بشكل نسبي، خلال الساعات الماضية، بعد أسابيع من تصعيد واسع وهجمات حوثية عدائية على مخيمات النازحين.
وأعلنت القوات الحكومية، مساء الثلاثاء، أنها نفذت كمينا محكما لمجموعة من العناصر الحوثية في جبهة صرواح، غربي مأرب، وأوقعتهم بين قتيل وجريح، وفقا لبيان صحافي نشره موقع وزارة الدفاع اليمنية.
قتلى من المليشيا بكمين محكم للجيش في جبهة صرواح https://t.co/OJwhEkGzGX
— سبتمبر نت (@2626sept) April 6, 2021
وذكر البيان أن المليشيا الحوثية حاولت إرسال تعزيزات لفك الحصار عن عناصرها الذين وقعوا بالكمين، إلا أن مدفعية الجيش الوطني استهدفت تلك التعزيزات ودمرتها بالكامل.
وفي محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، أعلنت القوات الحكومية أنها أحرزت تقدما جديدا في جبهة الأحكوم بمديرية حيفان، بعد هجوم على مواقع تمركز الحوثيين ذكرت أنه أسفر عن مقتل 7 عناصر من المليشيا الحوثية وإعطاب سيارتي دفع رباعي.
واستأنفت مقاتلات التحالف غاراتها بعد يوم من الهدوء النسبي، حيث شنت 15 غارة جوية على محافظة مأرب، و8 غارات على محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، شمالي البلاد.
في المقابل، أعلنت وسائل إعلام حوثية، الثلاثاء، تشييع 11 ضابطا، قالت إنهم سقطوا في عدد من الجبهات، وهو معدل أقل من الحصيلة اليومية التي كان يتم تشييعها وتتجاوز 20 قتيلا، في مؤشر إلى انحسار نسبي للتصعيد العسكري.