- الحوثيون يتوعدون برد شامل على "تهور صهيوني" ضد اليمن أو فلسطين، مؤثرين على حركة الشحن العالمية بتغيير مسارات السفن في البحر الأحمر.
- تحالف بقيادة واشنطن يشن غارات على الحوثيين رداً على هجماتهم، مع تهديدات بتصعيد أكبر وعقوبات على السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وسيطرة إسرائيل على معبر رفح تنذر بتصعيد إقليمي.
قال الجيش الأميركي في بيان إنّ جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أطلقت ثلاثة "أنظمة جوية غير مأهولة" من اليمن، دون وقوع إصابات أو أضرار. وذكرت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، في بيان لها أن سفينة تابعة للتحالف اشتبكت بنجاح مع إحدى المسيرات بينما تعاملت قوات القيادة المركزية الأميركية مع الطائرة المسيرة الثانية، وتحطمت الثالثة في خليج عدن.
وكان الحوثيون قد توعدوا، مساء الثلاثاء، بأنّ الجماعة سترد بـ"تصعيد أوسع" في حال اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، على الحدود مع مصر. وقال رئيس اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى التابعة للحوثيين محمد مفتاح لقناة "المسيرة"، إن "تصعيد الصهاينة في قطاع غزة والضفة الغربية، وتوعدهم باجتياح رفح، سيُقابل برد يمني، وبتنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد"، دون أن يوضح ما هي طبيعة هذه المرحلة. وتابع مفتاح: "في حال حدث أي تصعيد (في رفح)، فإن قرار اليمن، والقوات المسلحة اليمنية (قوات الحوثيين)، واضح ومعلن، وقد يأتي تصعيد أكثر وأوسع".
وأضاف أن تصعيد الجماعة سيكون "رداً على أي تهور صهيوني، سواء اعتداء على اليمن أو غزة أو أي موضع قدم في فلسطين المحتلة". واعتبر مفتاح أن "التهديد اليمني سيؤتي ثماره وسيحقق هدفه، وسيرغم العدو على التفكير كثيراً في إجراءاته القادمة ومراجعة حساباته قبل أن يتخذ أي خطوة للتصعيد".
ويشن الحوثيون في اليمن هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، ويقولون إنها حملة للتضامن مع الفلسطينيين خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وأدت الهجمات إلى تعطل حركة الشحن العالمية، ما أجبر الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر كلفة عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول جنوب أفريقيا.
في المقابل، يشنّ تحالف تقوده واشنطن غارات انتقامية يقول إنها تستهدف مواقع جماعة الحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، منذ 12 يناير/ كانون الثاني، رداً على هجماتها في البحر الأحمر. ومع تدخل واشنطن ولندن، واتخاذ التوترات منحىً تصعيدياً، أعلنت جماعة الحوثيين في يناير أنها باتت تعتبر كلّ السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
والأربعاء الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، أن القوات الأميركية دمرت زورقاً مسيراً بمنطقة تخضع لسيطرة جماعة الحوثيين في اليمن. وذكر بيان صادر عن "سنتكوم" أن القوات الأميركية نجحت في الاشتباك مع زورق مسير وجرى تدميره، مضيفاً أنّ الزورق المسيّر "كان يمثل تهديداً وشيكا للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة". وأوضح البيان أن هذه الإجراءات "تأتي في إطار حماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً للسفن الأميركية والتحالف والسفن التجارية".
وأعلن الحوثيون مساء الجمعة، بدء تنفيذ مرحلة رابعة من التصعيد في هجماتهم التضامنية مع غزة، على خلفية "التحضير الجاد لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية" ضد مدينة رفح، جنوبي القطاع الفلسطيني. وكشف المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع عن أن المرحلة الرابعة من التصعيد "تشمل استهداف كل السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطاولها قوات الحوثي"، وتابع: "إذا اتجه العدو الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فسنفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت".
وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، وذلك بعدما وصل رتل من دبابات الجيش التي كانت متوغلة شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، إلى الجانب الفلسطيني من المعبر فجراً، وإطلاقه النار عليه. وأفادت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، بوقوع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال قرب بوابة المعبر.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)