الحكومة الفرنسية: باريس "ليست قلقة" بشأن صناعتها الدفاعية

23 سبتمبر 2021
باعت فرنسا 88 طائرة من طراز رافال منذ عهد ماكرون (آلان جوليان/فرانس برس)
+ الخط -

قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال، اليوم الخميس، إن فرنسا "ليست قلقة" بشأن صناعتها الدفاعية، بعدما فسخت أستراليا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية على خلفية دخولها في شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأوضح أتال لإذاعة "فرانس إنتر"، أن الأزمة الدبلوماسية بين باريس وواشنطن التي نتجت من فسخ العقد ومن إعلان الشراكة الاستراتيجية الثلاثية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، "ليست أزمة تجارية وصناعية بقدر ما هي أزمة سياسية واستراتيجية"، متحدثاً غداة مكالمة هاتفية بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن سعياً لتسوية الخلاف.
وكان العقد ينص على شراء أستراليا من فرنسا 12 غواصة تعمل بالدفع التقليدي (غير نووي) مقابل 50 مليار دولار أسترالي (31 مليار يورو) وقت التوقيع، أو 90 مليار دولار مع الأخذ بالاعتبار التضخم خلال فترة البرنامج وتجاوزات التكاليف. وكان هذا أضخم عقد حول معدات دفاعية توقّعه أستراليا، وكذلك مجموعة صناعية فرنسية.

وعند سؤاله عمّا إذا كان بإمكان الهند شراء الغواصات التي لن تسلّم لكانبيرا، أكد أتال ببساطة أنه ليس "قلقاً حيال صناعة الدفاع" في فرنسا.
وقال: "منذ بداية عهد ماكرون، بعنا 88 طائرة من طراز رافال، وتلقينا طلبيات إضافية بقيمة 30 ملياراً، وسلّمنا معدات بقيمة 30 ملياراً، وغواصاتنا هي سفن رائدة معترف بها دولياً، استحصل عليها عدد من الدول، وقد تشتريها دول أخرى".
وفي إشارة إلى المحادثات الهاتفية بين ماكرون وبايدن التي وصفها بأنها "محادثة صادقة سمحت بتحقيق عدة مكاسب مهمة"، اعتبر أتال أن جو بايدن اعترف "بمسؤولية الولايات المتحدة في الأزمة، وهو أمر لا يستهان به".
من جهته، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، اليوم الخميس، إن "حادثة الغواصات وما حصل في أفغانستان، يظهران أنه لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة، لضمان حمايتنا الاستراتيجية".
جاء ذلك في تصريح لـ "إذاعة فرنسا"، عقب يوم واحد من اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأميركي جو بايدن، حول أزمة الغواصات.
وقال لومير: "عندما يُتَّخَذ مثل هذا القرار القاسي، أعتقد أنه يترك آثاراً دائمة (...) لم يكن لدي أوهام بشأن التطورات الاستراتيجية للولايات المتحدة، فهم يعتقدون أن حلفاءهم يجب أن يكونوا مطيعين".
ويعتقد الوزير أن "الدرس الأول الذي يمكن تعلمه من هذه الأزمة، أنّ على الاتحاد الأوروبي أن يبني استقلاله الاستراتيجي (...) فرنسا ترغب في بناء أوروبا أكثر استقلالية وأقوى".
وأردف: "إذا كانت هناك في الغد مشكلة كبيرة تتعلق بالهجرة غير النظامية، أو مشكلة إرهاب قادم من القارة الأفريقية، فمن سيحمينا؟"، مؤكداً: "نحن الأوروبيين لا يمكننا الاعتماد إلا على أنفسنا".

(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون