الحكومة العراقية تضع خطة جديدة لمواجهة هجمات الكاتيوشا على المنطقة الخضراء

22 ديسمبر 2020
تم نشر وحدات راجلة وأخرى ثابتة (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

بدأت قوات الأمن العراقية، منذ الليلة الفائتة، في تنفيذ خطة انتشار واسعة بمشاركة من الجيش وقوات الشرطة وجهاز الأمن الوطني، في مناطق عدة من العاصمة بغداد، تهدف لمنع تنفيذ أي هجمات صاروخية جديدة على المنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من رد عسكري أميركي بحال تكرار الهجوم، يتأرجح بين استهداف الفصائل الموالية لإيران، أو العودة لقرار تعليق عمل السفارة في بغداد والذي تراجعت عنه واشنطن بفعل تعهدات عراقية تتعلق بأمن السفارة والعاملين فيها.
الخطة الجديدة تأتي بعد يوم واحد من هجوم صاروخي عنيف استهدف وسط بغداد، وأسفر عن خسائر وأضرار مادية، بممتلكات عامة وخاصة بمنازل مواطنين قاطنين قرب المنطقة الخضراء، فيما أصدرت السفارة الأميركية بيانا أكدت فيه عدم تسجيل أي خسائر بالهجوم.
ووفقا لمسؤول أمني عراقي رفيع، فإن الانتشار الأمني الجديد ركز على المناطق التي شهدت عمليات إطلاق صواريخ منها على المنطقة الخضراء، مضيفا في تصريح لـ "العربي الجديد" أنه قد تم نشر وحدات راجلة وأخرى ثابتة وإقامة نقاط تفتيش جديدة وحواجز أمنية خلال فترة المساء، وتم تعميم رقم هاتف للمواطنين للاتصال في حال ملاحظتهم أي تحركات مريبة قرب منازلهم.
ولفت إلى أن التحقيق مع 4 أشخاص مشتبه بهم ما زال مستمرا، وهم من العناصر المنتمية لأحد الفصائل المسلحة، مؤكداً أن ممثلين عن "الحشد الشعبي" يشاركون في التحقيق.
من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، أنها تعمل على إجراءات كبيرة لإيقاف الهجمات على البعثات الدبلوماسية والمنشآت الحيوية بالعراق.
وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن "قيادة العمليات تقوم بعمل كبير من أجل إيقاف الهجمات على المنشآت والأهداف الحيوية للبلد ومن ضمنها السفارات والبعثات الدبلوماسية من خلال تفعيل الجهد الاستخباري والأمني"، لافتا إلى أن "الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها ستكون لها نتائج واضحة للعيان خلال الأيام القليلة القادمة".
وأضاف أن "قيادة العمليات المشتركة والأجهزة الأمنية ووفقا لتوجيه القائد العام للقوات المسلحة مستمرة بالضغط على المجاميع المنفلتة التي تستخدم السلاح خارج إطار الدولة وتهدد أمن وسيادة البلاد"، مبينا أن "قيادة العمليات لن تسمح بأن يكون هناك تهديد للسلم المجتمعي أو أن تكون هناك صورة غير صحيحة وسلبية بالنسبة للعراق أمام المجتمع الدولي".
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، قد أكد في وقت سابق، أن القوات الأمنية ستعمل على ملاحقة الخارجين عن القانون وتقديمهم إلى العدالة.

تتهم واشنطن مليشيات عراقية مقربة من إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف المنطقة الخضراء

وانتقد سياسيون عراقيون، تلك الهجمات، والتي تنفّذ تحت مسمى "المقاومة والجهاد"، وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، في تغريدة له، "المقاومة والجهاد عنوانان كبيران هدفهما تحرير البلد ليستعيد سيادته وقوّته، أما استهداف البعثات الدولية والدبلوماسية، فنتيجته عزلة العراق وإضعافه وإحراج الحكومة في وقت تكثر به الأزمات، لذا فإن كل عمل من أمثال هذا الاستهداف لا يمكن أن يكون نابعاً من إرادة وطنية بل من تبعية واضحة".

وأعلن رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، ليل أمس الإثنين، القبض على مجموعة يشتبه بضلوعها في القصف الصاروخي الأخير الذي تعرضت له المنطقة الخضراء، رافضا أي اعتداء على البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق.

وتتهم واشنطن مليشيات عراقية مقربة من إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف المنطقة الخضراء، ومطار بغداد الدولي الذي يوجد فيه جزء مخصص للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والأرتال التي تنقل معدات التحالف الدولي، بصواريخ "كاتيوشا" والعبوات الناسفة بين الحين والآخر.
وجاء الهجوم مع اقتراب ذكرى اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وزعيم "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا بغارة جوية أميركية، قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام الماضي.

المساهمون