الحزب الجمهوري الأميركي مهووس بعزل بايدن

31 اغسطس 2022
تقدمت تايلور غرين بمجموعة مشاريع قوانين لمحاكمة بايدن وعزله (جو رادل/Getty)
+ الخط -

يلمّح الجمهوريون، منذ بداية العام الحالي، إلى إمكانية إقدامهم على محاولة عزل الرئيس الأميركي جو بايدن، إذا ما تمكنوا من استعادة الكونغرس، بمجلسيه، النواب والشيوخ، في الانتخابات النصفية للكونغرس، المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. إذ إن هؤلاء لن يكتفوا، على الأرجح، بفتح جميع القضايا التي يمكنهم فتحها، بحق نجل بايدن، هانتر بايدن، الذي برز اسمه خصوصاً خلال ملاحقة الرئيس السابق دونالد ترامب في الكونغرس، بقضية "أوكرانيا غايت". وارتبطت القضية بمحاولة ترامب الضغط على كييف بمنع المساعدات العسكرية عنها، لفتح تحقيق بأعمال فساد لهانتر بايدن في أوكرانيا، حين كان جو بايدن يعتزم منافسة ترامب في رئاسيات 2020.

يريد الجمهوريون، رأس بايدن، من دون أن يحددوا بعد نوعية القضايا التي يمكنهم فتحها ضدّه

ويريد الجمهوريون، كما تؤكد تقارير صحافية عدة، رأس بايدن، من دون أن يحددوا بعد نوعية القضايا التي يمكنهم فتحها ضدّه. ويؤشر ذلك على مدى الاستسهال الذي وصلت إليه محاولات عزل الرؤساء في أميركا، ويشبّه متابعون الهوس الجمهوري بعزل بايدن، بهوس سابق لهم لإطاحة الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون، أو الانقضاض على قانون "أوباماكير" الصحي. 

محاكمة وعزل بايدن أهم أهداف الجمهوريين

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، أن الجمهوريين، يخططون لفتح تحقيقات لإحراج الرئيس الأميركي الديمقراطي، إذا ما تمكنوا من السيطرة على مجلس النواب، علماً أن عليهم أن يقرروا في تلك الحال، ما إذا كانوا سيعمدون إلى تفويض لجنة دائمة للتحقيق بأعمال هانتر بايدن، أو توزيع مجموعة ملفات تتعلق بالأخير على لجان مختصة.

وقالت الصحيفة إن فتح تحقيقات في مجلس النواب الأميركي بعد الانتخابات تتعلق بابن الرئيس، أمر أصبح أكيداً، ولا سيما بعدما أكد النائب الجمهوري جايمس كومر، الذي سيقود لجنة المراقبة والإصلاحات في المجلس إذا أصبح بأكثرية جمهورية، أن هانتر بايدن سيكون أحد أبرز أهدافه.

لكن يبدو، بحسب الصحيفة، أن ذلك لن يكون كافياً ليشفي غليل الجمهوريين من البيت الأبيض، كذلك لن يكون كافياً فتح جلسات تحقيق علنية، بأعمال الإدارة الديمقراطية، ولذلك فإن "الضغط سيبدأ لتجميع ملف لعزل بايدن".

حلقة مفرغة لمطاردة الرئيس

ورأت "واشنطن بوست"، في التقرير الذي كتبه المعلق بول والدمان، أنه "لا تهم القضية التي ستفتح بحق الرئيس، بل ما هو أهم، هذه الحلقة التي سيحبس الجمهوريون نفسهم فيها، والتي خلقوها، ويتجاوبون فيها مع طلب قاعدتهم ليكونوا مقاتلين أكثر، وأكثر فضائحية، وبطريقة تمكنهم من توجيه ضربة قاضية للرئيس الذي يبغضونهم".

وإذا ما سيطروا على المجلس، فإن هذه الرغبة بعزل الرئيس، ستتعزز وتتوسع، بحيث لن تستطيع قيادة الحزب مقاومتها، بحسب والدمان. وذكّرت الصحيفة باستماتة الجمهوريين لعزل بيل كلينتون (فضيحة مونيكا غايت)، وإطاحة قانون الرئيس الأسبق باراك أوباما الصحي (أوباماكير).

ويأتي ذلك علماً أن الجمهوريين في مجلس النواب حالياً يتحضرون لعزل ترامب، وقد قدّمت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، المعروفة بتأييدها الشديد لترامب، وبأنها من المؤمنين بنظريات المؤامرة التي يسوقها حول "سرقة" الانتخابات، أكثر من 8 مشاريع قوانين لعزل الرئيس إلى الكونغرس. كذلك قدّم نواب جمهوريون آخرون، بحسب موقع "ذا هيل"، مشاريع قوانين لعزل بايدن.

ويتهم الجمهوريون الرئيس الأميركي بارتكاب "جرائم كبرى"، من خلال مقاربته لمجموعة من المسائل، بما فيها تعزيز الأمن على الحدود البرّية، ومواجهة كوفيد 19، والانسحاب من أفغانستان. وهناك أيضاً قضية في الكونغرس لملاحقة هانتر بايدن.

اقتراحات القوانين حالياً في مجلس النواب لعزل بايدن، تنتهي صلاحيتها مع نهاية الكونغرس الحالي

وذكّر موقع "ذا هيل" بتصريح النائب الجمهوري بوب غود، حين قال إنه ردّد مراراً أن الرئيس بايدن "يجب محاكمته لأنه فتح عمداً حدودنا وجعل الأميركيين أقل أماناً". ورأى غود أن "أكثرية جمهورية (في الكونغرس) يجب أن تكون حاضرة لإجراء مراقبة جدّية منذ اليوم الأول".

وبحسب "ذا هيل"، فإن اقتراحات القوانين حالياً في مجلس النواب لعزل بايدن، ستنتهي صلاحيتها مع نهاية الكونغرس الحالي. لكن بعض معديها تعهدوا بأنهم سيعملون على مراجعتها وإعادة تقديمها للكونغرس بعد انتخابات نوفمبر، ومنها ما قدمته تايلور غرين.

وقال المتحدث باسم هذه النائبة الجمهورية، نيك داير، إن تايلور غرين "تعتقد أنه كان يجب محاكمة بايدن منذ أن تسلّم رسمياً منصب الرئاسة، ولذلك فإنها تريد أن يحصل هذا الأمر بأسرع وقت ممكن".

ورأى الموقع أن هذا الضجيج حول فكرة العزل، قد يكون محرجاً لزعيم الجمهوريين في مجلس النواب، الذي يتحضر ليكون رئيس المجلس، بحال سيطرة الجمهوريين عليه بعد الانتخابات.

وقبل الانتخابات، تعتقد وجوه معتدلة داخل الحزب الجمهوري أن الحديث عن عزل الرئيس قد يغضب ناخبي الحزب المعتدلين أيضاً، تماماً كما حدث عام 1998، خلال محاكمة بيل كلينتون بقضية "مونيكا غايت".

وبحسب "ذا هيل"، فإن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونيل، ووجوهاً قيادية غيره في الحزب، يتجنبون الحديث عن محاكمة الرئيس، ويقللون من أهمية أحاديث كهذه، معتبرين أنها تضر الجمهوريين انتخابياً.

المساهمون