جدّد الناطق الرسمي باسم تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" في السودان خالد عمر يوسف، اليوم الإثنين، تأكيد رفض التحالف المشاركة في اجتماع دعت إليه مصر لجمع أطراف الأزمة في السودان.
ونفى يوسف، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، ما رُوّج من أخبار عن رغبة أحزاب سياسية، تُعتبر جزءاً من "تحالف الحرية والتغيير"، الاستجابة لدعوة القاهرة بصورة انفرادية، مؤكداً أن كل مكونات التحالف ملتزمة بقرار عدم المشاركة في اجتماعات القاهرة.
وكانت الحكومة المصرية، وخلال زيارة لمدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل للخرطوم في الأسابيع الماضية، قد اقترحت اجتماعاً بمصر، تُدعى إليه كل الأطراف السياسية في السودان، للتوصل لاتفاق ينهي الأزمة، ويشكل إجماعاً لدى السودانيين، وهو ما عدّه التحالف في وقت سابق تجاوزاً لجهود التسوية السياسية الحالية، المدعومة محلياً وإقليمياً ودولياً، والتي وصلت إلى مراحل متقدمة، بالتوقيع على اتفاق إطاري في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والبدء في ورش ومؤتمرات خاصة بخمس قضايا، مثل العدالة والعدالة الانتقالية، والإصلاح الأمني والعسكري، وقضية شرق السودان، وتفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير، واستكمال السلام.
ومن جانب آخر، أكد يوسف لـ"العربي الجديد"، انطلاق ورشة السلام يوم غد الثلاثاء، بمشاركة الموقعين على الاتفاق الإطاري، والموقعين على اتفاق جوبا لسلام السودان 2020، وممثلين للنازحين، واللاجئين، وأصحاب المصلحة، وخبراء، وأكاديميين، مشيراً إلى أن الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، المسؤولة عن تقديم الدعوات وتسيير أعمال الورشة، أبلغتهم باعتذار حركتي "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، وزير المالية الحالي، و"تحرير السودان" بزعامة مني أركو ميناوي، عن المشاركة في الورشة، بينما تشارك حركات أخرى تشكل جزءاً من اتفاق السلام.
وأشار يوسف إلى أن الاتصالات مع الحركتين ستستمر خلال الفترة المقبلة، مؤكداً عدم نية الموقعين على الاتفاق الإطاري إلغاء اتفاق السلام، أو إجراء تعديل عليه بدون موافقة كل الأطراف.
وأمس الأحد، أعلنت "قوى الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية" عن نسبة توافق مع الموقعين على الاتفاق الإطاري تصل إلى 95 بالمائة، وذلك بعد جهود قادها نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، متوقعة توقيعها على الاتفاق الإطاري "ما إن يكتمل التوافق"، فيما وجد الإعلان اعتراضاً من مكونات أخرى داخل الكتلة، التي ذكرت في بيان أن مواضيع تلك النسبة لم تُجز داخل هياكل الكتلة.
في السياق عينه، أعلن خالد عمر يوسف أن مبعوثين دوليين من بلدان غربية، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، سيصلون إلى البلاد في غضون الأسبوع المقبل لدعم العملية السياسية ومناقشة أولويات الحكومة الانتقالية التي سوف تشكل عقب الاتفاق النهائي، وبحث إمكانية استئناف الدعم الدولي لبرنامج الحكومة المقبلة.
إلى ذلك، توجه حميدتي، الإثنين، إلى تشاد، في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، تلبية لدعوة من رئيس الفترة الانتقالية، الفريق محمد إدريس ديبي.
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد فقط من زيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لتشاد، والتي ناقش فيها التوترات على الحدود بين البلدين، ووسط أحاديث عن نشاط مجموعات في المنطقة تسعى للإطاحة بحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو ما صرح به حميدتي نفسه قبل أسابيع قليلة، وهدّد بكشف المخطط بأكمله، خصوصاً أن المخططين استخدموا أزياء الدعم السريع للدفع بمجموعات لأفريقيا الوسطى لتغيير النظام هناك، وهو ما نفاه رئيس مجلس السيادة في وقت سابق.