الحرب في السودان: الجيش يقصف مواقع للدعم السريع في الخرطوم والأبيض

20 يوليو 2023
أسفرت الحرب في السودان عن مقتل 3000 شخص على الأقلّ وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين (Getty)
+ الخط -

واصل الجيش السوداني، اليوم الخميس، عبر سلاح الطيران، قصف مواقع لقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم.

وتركزت عمليات القصف في مناطق جبل أولياء والمدينة الرياضية، جنوبي الخرطوم، وأحياء أخرى تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، شرقي العاصمة.

وبمدينة الخرطوم بحري، أبلغ شهود عيان أن اشتباكات تدور شمال المدينة وتتركز أكثر في منطقة الحلفايا حيث يسعى الجيش عبر المنطقة المحاذية لنهر النيل إلى طرد الدعم السريع وإنهاء سيطرتها على كبري الحلفايا الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، السبت الماضي، شهرها الثالث دون مؤشرات لقدرة أي من الطرفين على حسم المعركة، وإن بدت قوات الدعم السريع مسيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية من بينها، جزء من مطار الخرطوم والقصر الجمهوري، وغالب المصالح الحكومية بوسط الخرطوم إضافة لعدد من المدن ومجمعات التصنيع الحربي مثل اليرموك وجياد وقري.

وحاولت الدعم السريع، أمس، الدخول إلى أشهر مصانع الذخيرة بمنطقة الشجرة، جنوبي الخرطوم، لكن الجيش أكد أنه صد المحاولة وتقدم أكثر داخل الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات وصولاً لمنطقة جبل أولياء.

وأمس الأربعاء، لقي 14 من المدنيين مصرعهم بقصف نفذته طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع، بحسب رواية الجيش، أثناء مشاركة المدنيين احتفالات للجيش بتمشيطه عدد من المواقع بمنطقة العزوزاب جنوبي الخرطوم.

وفي مدينة الأبيض، شن الجيش غارات جوية على معسكرات تابعة للدعم السريع، وتبادل الطرفان القصف المدفعي.

وانتشرت قوات الجيش داخل المدينة المحاصرة منذ أسابيع من قبل قوات الدعم السريع. والمدينة، واحدة من كبريات المدن السودانية ويعبر منها خط إمداد للدعم السريع.

وفي تطور آخر، أبلغ مواطنون بمنطقة الخوجلاب، "العربي الجديد"، أن قصفاً للطيران العسكري في المنطقة الواقعة شمالي الخرطوم، تسبب في مقتل 4 مدنيين أثناء تناولهم لوجبة الإفطار، اليوم الخميس.

وتتسع حاليا مناطق قصف طيران الجيش لتشمل حسب شهود عيان منطقتي سوق ليبيا والفتيحاب غربي أم درمان.

ومنذ اندلاعها في 15 إبريل/نيسان الفائت، أسفرت الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقلّ وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وظهر البرهان، الثلاثاء، في مقطع فيديو نادر، بعد وقت قصير من تسجيل صوتي لمنافسه دقلو.

وفي هذا المقطع القصير (مدّته أقلّ من دقيقة)، حيّا البرهان قواته من غرفة في مقرّ الجيش، وقد تمنطق مسدسًا وتدلّى رشّاس على كتفه، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وما زال مقرّ القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم يشهد اشتباكات، ولم يؤكد أيّ من الطرفين سيطرته الكاملة عليه بعد.

وشوهد دقلو لبضع ثوان فقط في مقطع فيديو صوّره أحد أفراد قواته في بداية النزاع. ومنذ ذلك الحين، ينشر "حميدتي" تسجيلات صوتية فقط.

ومساء الاثنين، تحدّث دقلو بشكل خاص عن دارفور، الإقليم الواقع في غرب البلاد والذي دمرته حرب أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي.

ويشهد الإقليم في الحرب الراهنة فظائع جديدة.

وأكّدت تقارير عديدة لمنظمات إغاثة وأخرى أممية وقوع فظاعات في دارفور، بما فيها عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.

ودعا المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى عدم السماح لـ"التاريخ بأن يُعيد نفسه".

المساهمون