الحرب الدعائية.. سلاح "حماس" لتحريك ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال

16 يناير 2023
الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس" أبراهام منغستو أثناء ظهوره في الفيديو (فيسبوك)
+ الخط -

لجأت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إلى استخدام الأسلوب الدعائي في إدارتها لملف الجنود الأسرى لديها منذ عام 2014، في ظل المماطلة الإسرائيلية في إدارة الملف والوصول إلى صفقة تبادل جديدة على غرار صفقة شاليط.

ونشرت الذراع العسكرية لحركة "حماس" مقطع فيديو جديدا للجندي الإسرائيلي من أصول إثيوبية أبراهام منغستو وهو يطالب حكومته بالتحرك لإبرام صفقة تبادل جديدة تعيده إلى عائلته، متسائلاً في ذات الوقت: "إلى متى سأبقى هنا" في إشارة إلى أسره في غزة.

وتنوعت الوسائل الدعائية التي لجأت إليها القسام في عملية تحريك هذا الملف، حيث كانت البداية بالإفصاح عن وحدة الظل التي تم تأسيسها عام 2006، وكشف عنها عام 2016 وهي الوحدة التي تتولى عملية تأمين الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

وفي ذات العام 2016، وتحديدًا في إبريل/نيسان، نشرت القسام صورة أرشيفية للجنود الأسرى في تصريح لمتحدثه العسكري أبو عبيدة ردًا على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يكذب معلوماته بشأن مفاوضات التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس".

ولاحقاً، سربت "القسام" خبر انهيار الجندي أرون شاؤول بعد مشاهدته لجنازة والده، وذلك في 5 سبتمبر/أيلول 2016، حيث كانت محاولة منه لتحريك الملف واستغلال واقعة وفاة والد الجندي لإرغام الحكومة الإسرائيلية على البدء في مفاوضات تبادل وهو ما لم يحصل.

وفي 5 فبراير/شباط 2020 كشفت الذراع العسكري لحركة "حماس" عن تعرض جنود أسرى لديه للإصابة خلال قصف إسرائيلي طاولهم ضمن جولة التصعيد التي اندلعت مع المقاومة في مايوأأيار 2019 دون تقديم أي معلومات أو صور عن هؤلاء الجنود المصابين.

ولاحقًا، نشرت القسام في 7 يونيو/حزيران 2021، خلال تسريب إعلامي عبر قناة الجزيرة القطرية، تسجيلاً صوتيًا للجندي الإسرائيلي أفراهام منغستو وهو يتحدث من أسره ويطالب حكومته بالتدخل من أجل إعادته إلى عائلته هو ورفاقه الجنود الأسرى في القطاع.

وكان الظهور الأول والمصور لأحد الجنود الأسرى في 27 يونيو 2022 حينما كشفت القسام عن تدهور حالة الجندي الإسرائيلي هشام السيد، حيث ظهر الجندي وهو على أجهزة التنفس من داخل محبسه في القطاع، وعرضت حركة حماس حينها إبرام صفقة تبادل إنسانية تدفع للوصول إلى صفقة شاملة تشمل الجنديين هدار غولدين وشاؤول أرون.

وجاء الفيديو الأخير مكملاً للأسلوب الدعائي الذي اعتمدته الذراع العسكرية لحركة "حماس" ضمن جهودها لتحريك ملف التفاوض، مستغلة تولي هرتسي هليفي رئاسة أركان جيش الاحتلال خلفًا لرئيس الأركان السابق أفيف كوخافي الذي فشل في إبرام صفقة تبادل.

في السياق، يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إن نشر الفيديو جاء في توقيت هام يتمثل في تولي رئاسة أركان جيش الاحتلال خلفاً لرئيس الأركان السابق الذي اعترف بفشله في التوصل لصفقة تبادل جديدة تنهي ملف الجنود الأسرى.

ويوضح بشارات، لـ"العربي الجديد"، أن الإعلام الإسرائيلي تعامل باهتمام بالغ مع الفيديو الذي نشرته القسام وأعاد نشره على نحو واسع، في ظل حالة الانشغال بالملفات الإسرائيلية الداخلية مثل حكومة بنيامين نتنياهو والتظاهرات الداخلية ضد الائتلاف الحكومي.

وبحسب المتحدث ذاته، فإن كوخافي تحدث قبيل تركه لمنصبه عن فشل صفقة التبادل كنتيجة لحالة عدم الاستقرار الحكومي، لكن هذا السبب قد انتهى حاليًا مع الحكومة الائتلافية، ما قد يدفع، بحسب بشارات، الملف نحو الأمام خلال الفترة المقبلة.

رغم ذلك، فإن الملفات الداخلية التي تشغل الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو قد تعرقل إنهاء الملف تمامًا مع اشتداد التظاهرات والمطالبات برحيل هذه الحكومة والأزمات الداخلية التي تعصف بها بالرغم من نجاحها في تشكيل أغلبية بعكس الحكومات السابقة.

وعلى مدار سنوات أسر الجنود، التي تقترب من 9، لم تقدم الذراع العسكرية لحركة "حماس" أية معلومات عن الجنديين غولدين وأرون، حيث اكتفت بالتلميح أو نشر مقاطع فيديو تمثيلية في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن ثمن فتح ملفهما مختلف عن ثمن فتح ملف الأسيرين السيد ومنغستو.

إلى ذلك، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة حسام الدجني، إن دلالات نشر الفيديو الأخير للجندي منغستو موجهة نحو الجمهور الإسرائيلي بضرورة التحرك للضغط على رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الأركان الجديد لإبرام صفقة تبادل.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، فإن المقاومة في القطاع تقدر بأنه يمكن إبرام صفقة تبادل جديدة على غرار الصفقة السابقة التي أبرمت في عهد رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد إذا تحرك المجتمع الإسرائيلي وضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.

المساهمون