استمع إلى الملخص
- تعرض الجيش اللبناني لحملة إعلامية مضللة حول انسحابه من الحدود، ونفى ذلك مؤكدًا إعادة تموضعه بالتنسيق مع يونيفيل، مع استمرار عملياته لحفظ السلم الأهلي.
- شدد المسؤولون اللبنانيون على أهمية الوحدة الوطنية ودعم الجيش، داعين المجتمع الدولي للتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي وتعزيز التعاون مع يونيفيل.
سرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيّام الماضية من وتيرة ضرباته على مناطق لبنانية، وأدخل إلى دائرة أهدافه الموسَّعة حديثاً الجيش اللبناني الذي استشهد عنصران في صفوفه اليوم الخميس بنيرانٍ إسرائيلية. وطاولت اعتداءات الاحتلال مناطق عدّة خصوصاً البقاع والجنوب وضاحية العاصمة بيروت ومحيطها، وزاد من دموية غاراته التي لم تعد تقتصر على مراكز لحزب الله ومنشآت تابعة له كما يزعم، بل طاولت مستشفيات ومراكز صحية ومسعفين ومدنيين وأطفال ونساء عزّل، وأماكن وجود النازحين، وهجّرت أكثر من مليون شخص.
وفي تطوّرٍ لافتٍ في مجرى العمليات، خصوصاً بعدما انطلقت الاشتباكات البرية الحدودية بين حزب الله والاحتلال مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ردَّ الجيش اللبناني اليوم على مصادر النيران الإسرائيلية بعد استهداف الاحتلال مركزاً له في منطقة بنت جبيل في الجنوب، ما أسفر عن استشهاد عسكري لبناني. كما استشهد جندي ثان وأصيب آخر بجروح اليوم أيضاً نتيجة اعتداء من جانب العدو الإسرائيلي، وذلك أثناء تنفيذ مهمة إخلاء وإنقاذ بمشاركة الصليب الأحمر اللبناني في بلدة الطيبة – مرجعيون جنوبي البلاد.
وأمس الأربعاء، أصيب أحد العسكريين نتيجة اعتداء طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي أثناء عمل وحدة من الجيش اللبناني على فتح طريق مرجعيون - حاصبيا عند مدخل بلدة كوكبا لتأمين عبور المواطنين. وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مجموع عدد الشهداء من العسكريين هو أربعة حتى الساعة، وذلك منذ بدء العدوان على الجنوب اللبناني في 8 أكتوبر (2023)، ومن ثم توسّعه ميدانياً"، مشيراً إلى أنّ "هناك عدداً من الجرحى أيضاً سقطوا خلال هذا العام، وذلك كان في استهدافات كانت تصيب إما محيط حواجز الجيش في الجنوب، أو أثناء مرور سيارات أو دراجات نارية تُستهدَف من قبل العدو".
ولفت المصدر إلى أنّ "الشهداء الأربعة هم فقط الذين استشهدوا خلال تأدية مهامهم، لكن هناك عسكريين استشهدوا أثناء وجودهم في منازلهم، منهم أمس الأربعاء مثلاً في استهداف منطقة الباشورة في بيروت"، مشيراً إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الجيش بشكل مباشر، وهذا ما لن نسمح به وسنردّ على مصادر النيران، والجيش سيكون بالمرصاد لهذه الضربات".
تجدر الإشارة إلى أنه في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، استشهد أحد العسكريين نتيجة استهداف مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي دراجة نارية أثناء مرورها عند حاجز العمرة - الوزاني التابع للجيش اللبناني. كما تعرّض مركز عسكري للجيش اللبناني في منطقة النبي عويضة - العديسة، في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لقصفٍ من قبل الاحتلال الإسرائيلي ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة ثلاثة آخرين.
الجيش اللبناني يواصل عملياته
وأشار المصدر نفسه إلى أن "الجيش يتعرّض بموازاة ذلك لحرب إعلامية من خلال بث معلومات غير دقيقة حوله، آخرها موضوع انسحابه من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية، والتصويب على موقعه الضعيف، وهذا غير صحيح، وأوضحنا في بيان أن الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها".
ولفت المصدر إلى أنّ "الجيش مستمرّ في عملياته في الجنوب وكذلك بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وفي القيام بواجبه للحفاظ على السلم الأهلي وحماية المواطنين". ويأتي استهداف الجيش اللبناني بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي في وقتٍ ترتفع الأصوات الدولية لدعم المؤسسة العسكرية في لبنان وتعزيز انتشار عناصرها على الحدود، وتعاونها مع قوات يونيفيل، وخصوصاً في إطار الحلّ الدبلوماسي لوقف إطلاق النار.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أكد، يوم الاثنين، استعداد بلاده لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وما يقتضيه من إرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني. ويقيم الجيش نقاط مراقبة وتفتيش ثابتة وحواجز، ويسيّر دوريات على الحدود، وذلك بالتعاون أيضاً مع قوات يونيفيل ضمن إطار قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
وقال وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، في تصريح له اليوم الخميس، إن "العدوان الإسرائيلي المستمر على بلدنا يؤكد النهج العدواني في القتل والتدمير وعدم احترام القوانين الدولية والإنسانية، وهذا ما يجعلنا نطلب من المجتمع الدولي الذي فشلت كل محاولاته حتى الآن لوقف آلة القتل والذي عليه أن يسعى بشكل فعال لإيجاد الحل لوقف عملية القتل المستنكرة والمستمرة بشكل غير مسبوق".
وأشار إلى أن "المرحلة تتطلب منا الوحدة الوطنية والتماسك ودعم القوى العسكرية والأمنية وتعاون الجميع مع كل المهام التي تقوم بها على المستوى الوطني". وأكد سليم: "لدينا ثقة كاملة بجيشنا، هذا الجيش الذي تاريخه يشهد له بتضحياته الوطنية وإنجازاته ونجاحاته، جيشنا ذو عقيدة وطنية راسخة وقد أثبت جدارته وكفاءته على مدى تاريخه". كما أكد "تعاون جيشنا على مدى عقود مع قوات يونيفيل في جنوب بلبنان والتزامه دائماً بالقوانين والمواثيق والقرارات التي تصدر عن المجتمع الدولي والالتزام بالقرار 1701 وكل مندرجاته في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون بين الجيش ويونيفيل".